التكييف للأغنياء: مراوح الطاقة الشمسية للمتوسطين ورحمة الله للفقراء
صدى وادي التيم – لبنانيات :
ظنّ حسن أن ما عاناه الصيف الماضي بسبب الحرّ وانقطاع الكهرباء وتقنين أصحاب المولدات، لن يعيشه مجددًا. قال ذلك قبل الحرّ، واليوم بدّل رأيه. فإذا كان الموسم الماضي صعبًا، فالموسم الحالي سيكون كارثيًا، بسبب سوء الخدمات، لذلك قرر اللجوء الى تركيب الطاقة الشمسية لتشغيل المراوح على الأقل.
فنون إذلال اللبنانيين
فقد اللبنانيون الأمل بتحسن كهرباء لبنان، وأصبحوا على ثقة بأن أصحاب المولدات لن يُظهروا رحمة ولا شفقة، بل يمعنون في فنون إذلال الناس، آخرها حسب معلومات “المدن” في بعض المناطق: سحب عدادات 10 أمبير من الزبائن واستبدالها بعدادات 5 أمبير، بلا معرفة الزبون الذي يكتشف الأمر من خلال استهلاكه فقط، ومن ثم ّ مطالبته بدفع “تأمين” جديد، لأن تأمينه القديم البالغ 150 ألف ليرة لم يعد ينفع، بحال رغب بإعادة عداد 10 أمبير، والتأمين هنا يبلغ حوالى 4 مليون ونصف المليون ليرة لبنانية، علمًا أن التسعير هنا لا يحترم ما تصدره وزارة الطاقة كل أول شهر.
في منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية على سبيل المثال، وصل بدل الاشتراك بـ10 أمبير إلى 9 ملايين ليرة لبنانية. وهو رقم لن تتمكن من دفعه سوى الفئة الميسورة جدًا من اللبنانيين، وبالتالي فإننا على أبواب صيف حارّ، لن يكون فيه التكييف متاحًا لكل الناس، بل لفئة الأغنياء منهم. وهذا الأمر يسري على كل المناطق اللبنانية بغياب كهرباء لبنان التي لا يزال القيمون عليها يتخبّطون في ملفاتها.
التكييف للأغنياء
لا تبالي الفئة الغنية بفاتورة الاشتراك، ولا تبالي بحجم نظام الطاقة الشمسية الذي تركبه، فالهدف بالنسبة إليها هو عدم الشعور بأي صعوبات أو معاناة. أما الطبقة الوسطى فتتّجه نحو الطاقة الشمسية وشراء الأدوات الكهربائية لها، ليبقى الفقير، لا حول له ولا قوة سوى ربما تجربة النوم على الشرفات خلال الليالي الحارّة.
يقول حسن الذي يسكن في الجنوب إنه اضطر لوقف الاشتراك، وتركيب تجهيزات الطاقة الشمسية حسب قدرته المادية. وهو اليوم يشغّل برادّه، والإنارة والمروحة خلال النهار، ويمكنه أن يغسل الملابس في حال كانت الغسالة جديدة “أوتوماتيك” لكي تغسل “عالبارد”، وخلال الليل يطفىء البراد لتستمر المروحة حتى ساعات الصباح الأولى.
“أصبحت المكيفات جزءًا من ديكور المنزل”، يقول حسن، مشيرًا إلى أن استخدامها محصور بكهرباء الدولة، وهي تزورنا لساعة ونصف في النهار فقط، لافتًا إلى إقبال جيرانه على الطاقة الشمسية وتجديد المعدات الكهربائية في المنزل لتتلاءم مع ما يقدمه النظام الشمسي.
مراوح التشريج هي الحل
أحد أهم الحلول التي اتجه إليها الناس لمواجهة حرّ الصيف هي شراء المروحة التي تعمل على البطارية. ويُشير فادي -وهو أحد الأشخاص الذي استوردوا كمية من هذه المراوح- إلى أن حجم المبيعات من هذه المروحة هذا العام فاق الخيال. ويقول لـ”المدن”: “عندما تصلنا الكمية المستوردة تُباع خلال يومين فقط، رغم سعرها الذي يزيد عن سعر المروحة العادية من ضعف إلى ضعفين، فيصل متوسط سعرها إلى 80 دولارًا”، مشددًا على أن هذه المروحة تخدم حوالى 4 ساعات بسرعة متوسطة، وبالتالي هي مفيدة عند تقنين الاشتراك ليلًا، أو لمن يشغلونها على البطاريات في المنزل.
ومع انتشار نظام الطاقة الشمسية، يُشير فادي إلى ارتفاع نسبة مبيعات المعدات الكهربائية الجديدة التي تحتاج إلى طاقة أقل من القديمة لتعمل، كالبراد على سبيل المثال الذي يحتاج في حال كان عتيقًا إلى حوالى 3 أمبير على الأقل، بينما لا يحتاج البراد الحديث سوى إلى 1 أمبير وأحيانًا أقل ليعمل، كذلك “الغسالات الأوتوماتيك”، و”المكواية”، وبنسبة أقل المكيفات، إذ أن المواطن الذي يركب نظام طاقة شمسية كبير مع 8 أو 12 بطارية يمكنه تشغيل المكيفات ليلًا.
يحتاج اشتراك المولد إلى مال وفير لتشغيل التكييف، ويحتاج النظام الشمسي إلى المال لتشغيل المراوح، ويحتاج الفقير إلى رحمة الله، ونسمة صيفية عليلة تمكنه من النوم ليلًا.