أسئلة وأجوبة لوالد مريم …بقلم لينا صياغة
صدى وادي التيم – ثقافة:
كانت مريم الجميلة تطرح سؤالاً على والدها قبل ذهابها لمدرستها ،
ثم تجيبه مساءً عند عودتها ، كان يلاحظ والدها فطنتها وحكمتها التي تميزها عن بنات وأبناء جيلها . و كان دائماً متحمساً لمعرفة رأيها وسماع كلماتها ، و قد دوّن أسئلتها وأجوبتها .
س – هل أنت معلّب أو إنسان حر ؟؟
ج- أي تستخدم عقلك ! تفكر ، تميّز ، تنظر للأمور بحكمة وإتزان ، ترى الأمور من جميع. جوانبها و ليس من جانب واحد ، لأننا نرى في مجتمعنا تكبيل الفكر من قبَلْ بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم هم أولى بقيادة القطيع إذ لزاماً على الأفراد أن يكونوا غنمًا ولا يتاح لهم تشغيل أنعامهم التى أوجدها بهم الخالق سبحانه وتعالى. وإن وجدوا أحداً إستخدمها حاكوا له التهم المغرضة لأنه خرج عن القطيع.
س – والدي ! هل تقرأ للحكماء ؟
ج- نعم ! يعجبني فيك بأنك تقرأ دائما و تفتح نافذة لعقلك لينطلق و ينتعش و يسرح لملأ النوردون حدود !
س – هل يهمك رأي الآخرين فيك ؟؟
ج- نحن نعيش لا لنكسب ونهتم لرأي الآخرين ، إنما الأهم رأي الأولياء الصالحين ورضا رب العالمين. لقد أكدّ التاريخ أن معظم المميزون حوربوا و إظطهِدوا وإتهموا من قبل الجهلاء . وكم هم كثيرون !!
س – من تحب من الناس ؟؟
ج – أحب كل الناس بمن فيهم من أحبني و ليس لي فضل بذلك ، ومن آذاني لأنه علمني درساً وأكسبني صبراً وتفهماً لأمور كنتُ أظن نفسي لن أتخطاها.
س – هل عرفت نفسك ؟
ج – نعم عرفت نفسي وأعمل على تهذيبها وغسلها من شوائبها و تعليمها لأنني عرفت خالقي . وهي غاية وجودنا في دنيا الآلام .
س- من سيرحمك ؟؟
أذكر كم ضحكت قبل الإجابة ..
ج – الرحمة فقط من رب العالمين وليست من البشر ، لا بغرّكْ الأعداد التي تحضر جنازتك ، ففاطمة الزهراء طلبت دفنها قبل بزوغ الفجر كي لا يُعرف مكانها و لا يمشي أحدٌ في جنازتها وهذا نهج الصالحين ، إذ قيامتنا هي ميزان أفعالنا عند إنتقالنا لرحمته تعالى وإلينا تُردّ ، عندها إمّا تُشرِقُ وجوهنا. أو تكفهرّ و تسوَدّ ، فأيهما أفضل برأيك ؟؟ وعلينا السعي للحصول عليه !!؟