‘تل أبيب’ تعلن اكتشاف حقل غازي جديد قبالة الخط 29، فمتى يُلزم لبنان «توتال» ببدء التنقيب؟
صدى وادي اليتم -لبنانيات/
بعدما انطلقت من سنغافورة في طريقها إلى المياه الفلسطينية المحتلة لبدء عملية الاستخراج من حقل «كاريش» المتنازع عليه مع لبنان، تجاوزت سفينة الإنتاج FPSO التابعة لشركة «إنيرجين» اليونانية المياه الإقليمية الهندية، ما يعني وصولها إلى وجهتها في غضون أيام في حال عبرت قناة السويس. فيما يغرق اللبنانيون في الصمت. إذ إن جدول أعمال جلسة الحكومة الخميس المقبل، وهي قد تكون الأخيرة قبل أن تتحول إلى تصريف الأعمال، لم يلحظ ما يُشير إلى بحث مخاطر وصول السفينة وشروعها في الحفر من حقل «كاريش» الواقع في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان.
في غضون ذلك، أعلنت «إنيرجين» اكتشاف مكمن غازي جديد يقع بين حقلي «كاريش» و«تنين» قبالة الخط 29، أُطلق عليه «حقل أثينا». وقدرت مصادر «الأخبار» الكميات المكتشفة في الحقل بحوالي 8 مليارات متر مكعب. البئر الجديد المسؤولة اكتشفته السفينة Stena IceMAX التابعة لشركة «هاليبرتون» الأميركية، المتعاقدة مع «إنيرجين»، والتي وصلت إلى المياه المحتلة منتصف آذار الماضي، وعلى جدول أعمالها حفر 5 آبار غازية إضافية في المنطقة المواجهة للبنان. وبحلول منتصف العام الجاري، ستعمل الشركتان على حفر بئر جديدة في البلوك رقم 12 سيطلق عليه اسم «هيركوليس». علماً أن الشركتين، فور انتهاء الأعمال في الحقل التقييمي المسمى karish main-04، ستنتقلان إلى العمل في الجزء الشمالي من حقل «كاريش» الذي أودع لبنان الأمم المتحدة رسالة تتعلق بملكيته له، وستعمل السفينة FPSO على سحب الغاز من الحقول الثلاثة.
حصل ذلك فيما لا يبدو أن لدى الدولة اللبنانية خطة لحماية ما تعتبره حقاً لها، وفي ظل سريان قرار بمنع لبنان من استكشاف ثرواته الغازية واستخراجها. إذ تواصل شركة «توتال» الفرنسية التي فازت بعقود التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9 اللبناني المحاذي للمياه المحتلة سياسة الابتزاز باشتراطها إيجاد حل لمسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل قبل أن تبدأ العمل، فيما يستكمل الإسرائيلي مشاريعه الاستكشافية بحرّية ومن دون أي اعتراض! علماً أن في حوزة لبنان أوراق ضغط كثيرة لإجبار «توتال» على مباشرة التنقيب والتزام الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، من بينها إلغاء الاتفاقية من أساسها نظراً لامتناعها عن المباشرة في العمل.