زجاجة نبيذ تلقاها رئيس الحكومة السابق في اوستراليا من احد أصدقائه بعد فوزه في الانتخابات أدت الى خسارته وإنهاء عمله السياسي ومعاقبته على قبول الهدية..

 

  • بقلم:  شبلي ابو عاصيالسياسيون في وطني الذين يديرون دفة الحكم معظمهم من الفاسدين والسارقين والناهبين لأموال الدولة ولاموال المودعين ، ربما قد نستثني فئة قليلة منهم قدالشبهات بعيدة عنهم ، و لكن السؤال لهؤلاء إذا كانوا أبرياء : لماذا لم يستقيلوا ويعلنوا أمام الملاء مايحصل داخل مغارة علي بابا ومن هم اللصوص وأصحاب النفوس الرخيصة الذين باعوا ا نفسهم للشيطان وهم عبر الاعلام يدعون با لوقت ذاته بالعفة والبراءة والطهارة والشطارة ٠٠
    ومن بين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان ، هم نسبة لا يستهان بها من أصحاب السعادة والمعالي ورجال الاعمال والاقتصاد والمحضيين والمستزلمين لروؤسائهم والذين سرقوا وهدروا ونهبوا الأموال ، وصادروا الأملاك العامة وحولوها الى خاصة باسمهم ، ونسبة لمؤيديهم الأبطال الأشاوس يعتبرون : زعماؤهم خطوطا حمراء ممنوع الاقتراب منهم حتى لو سرقوا مال الدنيا ونهبواالارض وما فوقها وما تحتها ، وجوعوا الشعب فهذا مسموح لهم ومباح وممنوع الاقتراب منهم ، هذا يعني : أن راعيهم والمسؤول عنهم عودهم على الخنوع والاستسلام لرغباته ٠٠
    قراءت مقالا الى سوزان حوراني في اوستراليا في العام 2014 ويقول المقال :أن رئيس حكومة نيوساوت ويلز باري أفار يل السابق وبعد فوزه في انتخابات 2011 تلقى هدية عبارة عن زجاجة نبيذ ، من احد أصدقائه ولكنه لم يكن يدري أن زجاجة النبيذ هذه ستنهي به الى المقصلة ومعاقبته و الى إنهاء عمله السياسي الذي بدأه منذ سنوات طويلة ٠
    وهو الذي عمل رئيساً لحزب الأحرار 15 عاما …ولم يكن يعلم ايضا أن مفوضية مكافحة الفساد الذي ساهم هو بوجودها ودعمها ستكون وراء عزله .كما لم يكن يدري أن هذه : زجاجة النبيذ “الملعونة”ستكون سببا بعدم مشاركته وزوجته في استقبال العائلة الملكية الأمير وليام ودوقة كيمبريدج ونجلهما الأمير جورج في المطار . وتمضية فترة من الوقت مع الزوار الملكيين في احتفال أمام الأوبرا هاوي ، والذي استقبلهم : حاكمة نيوساوت ويلز ماري بشير وزوجها السيرينك شحاذي وممثل الحكومة نيوساوت ويلز دون ها رويني ))٠٠
    ((انتهى في بعض ما جاء من مقالة الاستاذة حوراني ))٠
    وهنا لا بد من القول أن زجاجة النبيذ لم تؤدي الى عجز الخزينة في استراليا ٠ وإنما هذه قاعدة صحيحة ومتبعة فممنوع الغلط لان من يتقبل هدية مهما كانت صغيرة ام كبيرة ممكن أن تصل فيما بعد الى أمور لا تحمد عقباها ٠ فالهدية لأي مسؤول وهو في سدة المسؤولية يعتبر في هذه البلاد فاسدا ويمكن أن يمرر مشاريع من وراء ذلك وصفقات مشبوهة لاشخاص اولأهداف خاصة تكون خرابا على البلد وضررا على خزينة الدولة ٠٠٠..
    .فاستدعي الرئيس للتحقيق وأجبر بعدها و بالقانون الى تقديم استقالته وابتعاده عن عالم السياسة نهائيا في اوستراليا٠
    في بلد متل اوستراليا بلد ديمقراطي لا تستغرب سقوط الصقور عندما يخطئون مهما علت مراتبهم : القانون هنا في اوستراليا هو فوق الجميع ، وهذه ليست المرة الأولى أن يتم التحقيق مع المسؤولين : رئيسة الوزراء السابقة جوليا غيلارد ورئيس الوزراء السا بق كيفن راد اضافة الى شخصيات ثانية جرهم التحقيق وأدى الى استقالتهم مثل : ( التوراسينودينوس) .هذا ماجرى في اوستراليا مما يعني أن أية شخصية مهما علا شانها إذا أخطاءت سوف تحاسب وتعاقب أمام القانون٠
    اما عندنا في لبنان الحبيب وفي عهد الرئيس النجيب وما قبله وما بعده الا يجوز محاسبة الفاسدين السياسين وغيرهم من سارقي ونا هبي أموال الدولة وأموال المودعين ٠٠الم يحن الوقت ان نتعلم من الدول التي تحترم شعوبها ، بان النائب والوزير والزعيم هم في خدمة الشعب وليست وظيفتهم سرقة أموال الشعب ٠
    ماذا ينفعنا الوزير او النائب او المدير العام او الموظف الحرامي بعد أن سرقوا منا لقمة العيش والدواء والحليب للأطفال وأموال الفقراء، ماذا ينفعنا كل هؤلاء والذين يتحدثون بخطاباتهم بالعفة وعزة النفس فيما كرامة شعبنا ووطننا تهان وتسحق ٠
    شعب لبنان لم يستاءهل كل هذا الإذلال والإهانات ، لذلك واجب المحاسبة : فالاستحقاق الانتخابي قادم على الأبواب ، لنحاسبهم في صناديق الاقتراع و ليفهمواهؤلاء المستبدين بكل قراراتنا ولقمة عيشنا انه ما زال في بلادي شعب حي : يرفض الاذلال والاهانات ولديه ما يكفي من العنفوان و العزة والكرامة٠
    في آخر القرن الثامن عشر كان يسكن هذه القارة سكان البلاد الأصليين وبعد أن اكتشفها الملاحة الهولنديون عام ١٦٠٦ استولت بريطانيا على النصف الشرقي من استراليا أي عام ١٧٧٠ وكان اول استحواذ رسمي كامل على اوستراليا في٢٦ كانون ثاني ١٧٨٨ عندها بداءت البلاد تنمو بعد ان تم اكتشاف كامل القارة وأصبحت ست ولايات لولي عهد بريطانيا وفي كانون اول عام١٩٠١ اصبحت المستعمرات الستة اتحادا فدراليا ومنذ قيام هذا الاتحاد الفدرالي يكون في استراليا نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي مستقر هو نظام الكومنولت ٠ يعني كدولة وقوانين لا يزيد عمرها عن المئة وثلاثين عاما او اقل وجميع هذه الولايات الست تلتزم بالقوانين التي تعود بالخير لصالح البلاد ٠ بينما في وطني لبنان بلاد الأرز ومنذ نشاءته : لم يتم استدعاء اومحاسبة أي مسؤول في مركز القيادة رئيساً او وزيرا او نائبا او مديرا عاما ٠هؤلاء القادة في بلادنا لم يخجلوا في خطاباتهم الرنانة واحتفالاتهم الكذابة أنهم مع الشعب الفقير وكأنه هذا الشعب لم يعلم كيف سرقت أموال الدولة ومن سرقها ومن بنى العمارات الخاصة ، ومن حول الأموال الى خارج الوطن ، منها ماهو بالمصارف الاجنبية بالحفظ والصون ومنها قداستثمر في مشاريع وشركات في الداخل والخارج وهنا في اوستراليا يحكى عن شخصيات لبنانية تستثمر اموالها في كافة المجالات التجارية باسم مغتربين ممثلين عنهم وموثوقين لديهم ٠٠٠

زجاجة النبيذ التي ادت الى خسارة ومنع رئيسح حكومة اوستراليا السابق من الترشح وعزله من الحياة السياسية

 

ختام: زجاجة نبيذ في اوستراليا قبلها رئيس الحكومة السا بق باري افاريل من صديق له بمناسبة فوزه فقامت الدنيا ولم تقعد الا بتنحي هذا الرئيس الذي كان يعتبر من الصقور, لان العدالة والقانون هنا، فوق كل المراتب والشخصيات والصقور والقصور ٠٠٠٠٠اما في وطني الحبيب لبنان كم من هدايا على المكشوف وغير المكشوف ، وفوق الطاولة وتحت الطاولة وهي أثقل بكثير من زجاجة النبيذ وكما يقولون ان وزن هذه الهدايا يعادل أطنانا من الذهب ، فهذا الذي أدى الى خراب الوطن وسرقة خزينة الدولة وهدر المال العام

(( و الله يستر ))

المصدر: كواليس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!