صراع بين ضباط المخابرات الامريكية حول اوكرانيا
صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/
ينتقد ضباط استخبارات أميركيون سابقون خلفاءهم الموجودين حالياً في مناصبهم، وينصحونهم بأن يصمتوا ويتوقفوا عن التباهي بدورهم في النجاحات العسكرية لأوكرانيا، حسب صحيفة 𝐓𝐡𝐞 𝐆𝐮𝐚𝐫𝐝𝐢𝐚𝐧 البريطانية، بعد انتشار معلومات على العلن حول إسهام المخابرات الأمريكية في حرب أوكرانيا.
خلال الأسبوع الجاري وبفارق أيام، نقلت صحف أمريكية كبرى عن مسؤولين لم تُسمّهم أنَّ المخابرات الأمريكية ساعدات على استهداف الجنرالات الروس في ساحة المعركة، وفي إغراق الطراد الروسي موسكفا في البحر الأسود.
ورغم القاعدة العامة التي تنص على أنَّ التجسس يحدث في الخفاء، انقلبت وكالات المخابرات الغربية على هذه القاعدة خلال الأشهر القليلة الماضية، من خلال الكشف علناً عمّا يعرفونه عن الاستعدادات الروسية للهجوم، ثم من خلال التقارير اليومية من ساحة المعركة وخلف الخطوط الروسية.
ومع ذلك، فإنَّ عمليات الكشف الجديدة مختلفة؛ لأنها تتعلق بما تفعله وكالات التجسس الأمريكية نفسها، بدلاً من التعليق على حالة العملية العسكرية.
في كلتا الحالتين، زعمت الولايات المتحدة أنَّ لها يداً في الإذلال التاريخي لموسكو وفلاديمير بوتين؛ ما أدى إلى تحذيرات من عواقب غير مقصودة.
قال بول بيلار، وهو مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: “من وجهة نظري الشخصية هذه خطوة غير حكيمة. إنني مندهش من مدى التأكيد الرسمي لدور المخابرات الأمريكية في واقعة إغراق الطراد في موسكو، وحتى قتل الجنرالات”.
وأضاف بيلار: “القلق الأكبر هو أنَّ هذا النوع من التأكيد العلني لهذا الدور الأمريكي المكثف في النكسات التي يتعرض لها الروس قد يدفع بوتين إلى التصعيد، بطريقة قد لا يشعر أنها ضرورية في سياق آخر”.
واعتقد جون سيفر، الذي خدم لمدة 28 عاماً في الخدمة السرية لوكالة المخابرات المركزية، قضى بعضاً منها في موسكو، أنَّ قرار الكشف عن تفاصيل تبادل المعلومات الاستخباراتية كان غير موفق، لكن لأسباب مختلفة.
وقال سيفير: “أعتقد أنَّ هذا يقلل من شأن الأوكرانيين، ويسلب من جهود الأشخاص الموجودين بالفعل على الأرض، الذين يستغلون المعلومات الاستخباراتية، والذين يجمعون معلوماتهم، ويقاتلون ليل نهار”.
“خطوة غبية”ومع ذلك، لم يعتقد أنَّ ذلك يزيد كثيراً من خطر التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح سيفير: “بوتين يفهم كيف تُلعَب اللعبة، إذا انعكس الوضع فسيحصل على معلومات استخبارية لمحاولة قتل الأمريكيين كما فعل في أفغانستان وأماكن أخرى. لقد أمضى الروس سنوات في مهاجمتنا بالحرب السيبرانية والمعلومات المضللة”.
وتابع: “لذلك لا أعتقد أنَّ شعورهم بالضيق لأنَّ أمريكا تشارك المعلومات الاستخباراتية هو شيء سيغير قواعد اللعبة”.
وأوضح المسؤولون الأوروبيون أنَّ وكالات استخباراتهم لن تحذُو حذو القيادة الأمريكية.
وقال أحد المسؤولين: “لا أعتقد أنه تسرب منسّق بعناية، بل خطوة غبية”.
وشكَّك مسؤول من دولة أوروبية أخرى في مركزية المخابرات الأمريكية في الاستهداف الأوكراني للجنرالات الروس، قائلاً إنَّ العامل الرئيسي تمثّل في إمكانية التنبؤ بالضباط الروس؛ لأنهم يتبعون عقيدة صارمة تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وكان انهيار معدات الاتصالات الآمنة والتسلسل الهرمي للجيش الروسي من أعلى إلى أسفل يعني أنَّ كبار الضباط اضطروا للسفر إلى الخطوط الأمامية، للتأكد من تنفيذ أوامرهم، حيث انتظرهم القناصة الأوكرانيون.
وفي حالة الطراد موسكفا، بذل المسؤولون الأمريكيون جهوداً مضنية للتأكيد على أنَّ أوكرانيا اتخذت قرارات الاستهداف بمفردها، وأنها استمدت المعلومات من مصادر متعددة.