شلل الأطفال والحصبة إلى الواجهة… ووزارة الصحة تحذّر!

صدى وادي التيم – طب وصحة:

تُلقي الأزمة الاقتصاديّة والوضع المعيشيّ الصّعب في لبنان تبعات كبيرة على مختلف جوانب الحياة، لا سيّما الوضع الصحيّ، حيث سجّل المراقبون تراجعاً ملحوظاً في معدّلات تلقيح الأطفال، ممّا استدعى دقّ ناقوس الخطر لتدارك الأمور قبل فوات الأوان.

لذلك، أطلقت وزارة الصحة العامة حملة هدفها تكثيف تلقيح الأطفال، قبل وقوع كارثة لا يُمكن الاستهانة بتداعياتها، بل قد يكون من الصّعب عندها العودة إلى الوراء.

ما الأمراض التي يمكن أن تعود إلى الظهور بسبب تراجع معدّلات التلقيح؟

منذ 17 عاماً انعدمت حالات شلل الأطفال في لبنان، بحسب مديرة الرعاية الصحيّة الأوليّة في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندا حمادة، التي تشير إلى خطورة عودة المرض إلى الظهور، ممّا يُعيد البلاد إلى نقطة الصفر في مواجهته، خصوصاً أن سرعة انتشاره وانتقال العدوى فيه مرتفعة جداً.

كذلك، تُشير إلى خطورة مرض الحصبة، الذي يمكن أن يُعاود الظهور اليوم، وهو أيضاً من الأمراض السريعة الانتشار. ولا تنسى حمادة ذكر الكزاز الوليديّ.

ووسط المخاوف والهواجس، ثمة أمراض تهدّد بعودتها إذا جرى التهاون في موضوع اللقاحات، وهي الأمراض الموجودة على الروزنامة الوطنية كالأبو كعب والحصبة الألمانية والخانوق والشاهوق والسحايا والكباد ب.

كيف تنعكس الأزمة اليوم على مستويات التلقيح؟

ممّا لا شكّ فيه أن الأزمة الاقتصادية انعكست بشكل واضح على مستويات التلقيح، وفق ما كان متوقّعاً، ووفق ما تُظهره معدّلات التلقيح، التي تُسجّل تراجعاً منذ بداية انتشار الوباء، حين بدأ الناس يتخلّفون عن التوجّه إلى مراكز الرعاية الصحيّة لتلقّي اللقاحات خوفاً من الفيروس. لكن حمادة تُشدّد بشكل خاصّ على أن الأزمة الاقتصادية أثّرت كثيراً، إذ إنّ الذي كان قادراً على التوجّه إلى العيادات الخاصّة لم يعد قادراً على ذلك، بسبب تراجع القدرة الشرائيّة، التي أخرجت التلقيح من أولويات المواطنين في ظلّ الأزمات المتتالية.

من جهة أخرى، تأثر القطاع الخاصّ إلى حدّ كبير، وبات عاجزاً عن تأمين اللقاحات، كلقاحات الأطفال التي أصبح هناك شحّ فيها نتيجة الأزمة الماليّة التي حالت دون تأمينها.

في الأثناء، تؤكّد حمادة أنّ نسبة 60 إلى 65 في المئة من المواطنين يستفيدون اليوم من اللقاحات المتاحة عبر القطاع العام، في المراكز الصحيّة المعتمدة، فيما النسبة الباقية تقصد العيادات الخاصّة، وإن كانت هذه النسبة في تراجع بسبب الوضع المعيشيّ الصعب وارتفاع تكاليف اللقاحات بالنسبة إلى المواطنين.

وتتحدّث حمادة عن تراجع نِسَب تلقيح الأطفال على الصعيد الوطنيّ، حيث بلغت المعدّلات الـ32 في المئة، فيما كان مستوى التلقيح الروتينيّ يتعدّى الـ96 في المئة، ممّا يُهدّد – تالياً – موقع لبنان الريادي ضمن الدول المساهمة في مكافحة شلل الأطفال باعتباره خالياً من أيّ حالة شلل منذ 17 سنة مضت.

كيف يُمكن مواجهة مشكلة انقطاع اللقاحات في عيادات الأطباء؟

على الرّغم من انقطاع اللقاحات لدى القطاع الخاص، تستمرّ وزارة الصحة في تأمين لقاحات مضمونة الجودة والفاعليّة، وهي متوافرة على مختلف الأراضي اللبنانية في مراكز الرعاية الصحيّة.

وتشدّد حمادة على دور وزارة الصحّة العامّة في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص عبر “الجمعيّة اللبنانيّة لأطباء الأطفال في بيروت والشّمال”، حيث يمكنهم الحصول على اللقاحات الخاصّة بالأطفال من وزارة الصحة العامة لإعطائها للأطفال في عياداتهم مجاناً، من دون أن يتقاضوا غير بدلات المعاينة في العيادة. وليس المطلوب هنا إلا الوعي والحرص على توفير اللقاحات للأطفال بعيداً من المناكفات والسّجالات التي لا تنفع، مع ضرورة إبعاد الصّحة عن السياسة، وفق حمادة، التي تعلن أن اللقاحات في وزارة الصحّة مؤمّنة من اليونيسف في كوبنهاغن، وهي مضمونة الجودة، وهي محفوظة وفق أعلى المعايير.

أما أساس الحملة التي تطلقها وزارة الصحة العامة فهدفها التذكير بأهمّية التلقيح بشكل خاصّ للأطفال والمسنّين تحت شعار أساسيّ أنّه لا ينفع الندم، مع التأكيد على أن هذه اللقاحات متوافرة وتؤمّنها وزارة الصحّة العامّة.

النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!