الحزب عزز حضوره جنوبا.. التصعيد الاسرائيلي خيار قائم وموضوع على “الطاولة”
صدى وادي التيم – من الصحف اللبنانية :
في ظل هذا التوتر المتصاعد لحلفاء واشنطن الذين لم يحصلوا على اي ضمانات اميركية في القمة حيث تركز ادارة الرئيس جون بايدن على الحرب في اوكرانيا والصين وتريد التخلص من الملف النووي الايراني، تبدو «الشهية» الاسرائيلية مفتوحة لتقديم نفسها «كبلطجي الحي» الذي يمكن للدول المطبّعة الاتكال عليه لتعويض التخلي الاميركي عن حمايتهم، ولهذا ثمة مخاوف مرتفعة من اقدام الاسرائيليين على خطوات تصعيدية على اكثر من جبهة، وحسب مصادر دبلوماسية غربية تريد اسرائيل «بشدة» ضرب إيران عسكرياً، لكن هذا الامر دونه كثير من العقبات اللوجستية، ويضع المنطقة على «فوهة بركان» لا يعرف احد اين ستصل «حممه»، ولهذا ثمة مخاوف كبيرة لدى اكثر من طرف ومن ضمنهم الاميركيين بان يدفع الفلسطينيون الثمن بعد هذه القمة، ولهذا تحرك الملك الاردني عبدالله الثاني باتجاه رام الله في محاولة لتهدئة الامور في الضفة الغربية. فيما يتولى المصريون التواصل مع حركة حماس لابعاد شبح التصعيد عن غزة.
يبقى ان التصعيد على الجبهة اللبنانية خيار قائم وموضوع على «الطاولة»، بحسب تلك الاوساط، فبالنسبة الى الاسرائيليين ضرب ا ل ح ز ب سيكون «اهون الشرين» او خيار الضرورة باعتباره الطرف الاكثر خطورة في «اذرع» ايران في المنطقة، وترك ملفه مفتوحا ريثما يتعزز وضعه مع عودة الايرانيين الى الساحة الدولية دون عقوبات او عقبات، هو بمثابة انتحار امني وعسكري لا بد من تجنبه. كما ان احداث تفجير عسكري في المنطقة سيورط الاميركيين ويجعلهم يعيدون النظر باستراتيجية «الخروج» من الشرق الاوسط.
وفي هذا السياق، تعتقد اسرائيل التي يحتاج الائتلاف الحاكم فيها الى «مغامرة» تثبت انه ليس ضعيفا، كما يصفه رئيس المعارضة بنيامين نتانياهو، انها تحظى بالتغطية العربية المطلوبة لخطوة مماثلة، في بلد منهار اقتصاديا وماليا، كلبنان حيث يجري الزعم بان ا ل ح ز ب مسؤول عن هذا الانهيار، ولهذا اذا كان الخيار الحرب من ايران او المجازفة في «تحييد» الحزب سيكون الخيار الثاني اقل خطورة باعتقاد المصادر الديبلوماسية نفسها، التي تذكر بتاريخ «القمم»السابقة، والتي انتهت بكوارث ولم تكن اي منها دون تبعات «سلبية» ففي آذار 1996 انعقدت قمة مؤتمر «صانعي السلام» في شرم الشيخ، وكان هدفها الحقيقي مساعدة شمعون بيرس في الانتخابات، وبعدها شن حربه على لبنان في شهر نيسان. وفي حزيران 2003 انعقدت قمة العقبة، التي كان هدفها مساعدة أرييل شارون في ضرب الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وفي تشرين الثاني 2007، انعقدت قمة أنابوليس، التي كان هدفها ارغام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على «الرضوخ» في المفاوضات مع إيهود أولمرت.
ومن هنا، ولان تلك المؤشرات جدية ومقلقة لطهران وحلفائها في المنطقة، تؤكد مصادر مقربة من المقاومة ان ا ل ح ز ب عزز حضوره جنوبا وبعث مؤخرا بسلسلة من «الرسائل» البالغة الجدية الى من «يعنيهم الامر» حيال جهوزيته لمواجهة اي اعتداء بغض النظر عن الاوضاع الصعبة على الساحة اللبنانية، وهو عمد الى الكشف عن بعض من قوته الجوية التي ستشكل «مفاجآتها»، اضافة الى القوة الصاروخية تغييرا جذريا في مفاهيم الحروب مع اسرائيل.
وانطلاقا من هذه المعطيات، بدأت «الرسائل» تصل تباعا الى كل القوى المشاركة في قمة النقب، ولم يكن استهداف طائرات وصواريخ «ان ص ا ر ا ل ل ه» لشركة ارامكو في جدة، وجيزان، والرياض، مجرد صدفة، فالسعودية تبدو «الشريك» السري في هذه المحادثات، وقد قرأت اسرائيل ومعها المطبعون جيدا هذا التطور النوعي على مستوى دقة الاصابات، والقدرة التفجيرية، فيما تبدو العملية العسكرية الفلسطينية في الخضيرة «رسالة» نوعية اخرى للاسرائيليين بانه لن تكون هناك «خطوطا حمراء» في اي مواجهة مقبلة حيث ستكون كافة الجبهات مشتعلة ومفتوحة على كافة الاحتمالات.
الديار