سلاح جو “ح ا ل ح ز ب “.. قادر على شل القواعد الجوية الإسرائيلية
صدى وادي التيم – من الصحف اللبنانية
\
تحت عنوان “سلاح جو” ا ل ح ز ب … قادر على شل القواعد الجوية الإسرائيلية، كتب علي حيدر في “الأخبار”: انتقلت اسرائيل الى مرحلة مصارحة الرأي العام الداخلي، في توصيف مستوى خطورة صواريخ ا ل ح ز ب الدقيقة، على الامن القومي الاسرائيلي في مختلف أبعاده الهجومية والدفاعية والردعية.
وتنوعت أهداف هذا الإقرار باتجاهات متعددة واحياناً متعارضة. فهي تحتاج إليها لتبرير انكفائها عن المبادرة الهجومية الواسعة حتى الآن، وايضاً بهدف وضع الجمهور الاسرائيلي في صورة حجم الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها عمقها الاستراتيجي في أي مواجهة مفترضة واسعة، بغض النظر عن درجة احتمال تحقق هذا السيناريو في المدى المنظور.
طوال تاريخها، حرصت إسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة، على ألا يمتلك العرب أي قدرات نوعية تهدد تفوقها الجوي، وعمقها الاستراتيجي. ولهذه الغاية عملت واشنطن على أن يحتفظ وكيلها الاقليمي (اسرائيل) بتفوق جوي على مستوى منطقة الشرق الاوسط، نجحت في توظيفه كرأس حربة هجومية في كل الحروب والعمليات العسكرية التي شنتها اسرائيل طوال العقود السابقة.
لكن المفاجأة الاستراتيجية والعملانية التي غيّرت المعادلات الاقليمية، تمثلت – الى جانب الانتصارات الاقليمية التي حققها محور ا ل م ق ا و م ة – بامتلاك ا ل ح ز ب صواريخ دقيقة نقطوية. هذا المفهوم لم يتم استخلاصه من شرح لخبير عسكري في محور ا ل م ق ا و م ة، بل أتى بقلم أحد أبرز خبراء اسرائيل في مجال الصواريخ، البروفيسور عوزي روبين، الذي سبق أن تولى رئاسة منظومة حيتس الاعتراضية التابعة لوزارة الامن الاسرائيلية.
بمنهجية استدلالية، تستند الى ما يختزنه من تجارب وخبرات، عرض روبين العديد من المحطات الميدانية، في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، التي تُظهر دور سلاح الجو في حسم الحروب والتمهيد للانتصارات التي حققها جيش العدو. وخلص في أعقابها الى شرح مفهوم التفوق الجوي ودوره في الحروب، الذي يهدف (على المستوى العسكري) الى “منع حرية العمل الجوي للعدو فوق اراضي الدولة، والسماح لقواتها الجوية بحرية العمل فوق اراضي العدو”، فيما الهدف الاستراتيجي لهذا التفوق يتمثل في “التمكين من سحق القوات البرية والبحرية للعدو، وشل البنى التحتية العسكرية والمدنية في عمق أراضيه»، وصولاً الى «هزيمته بالكامل واحتلال أرضه”.
وسخر روبين، الذي تحفر مقولاته في وجدان الرأي العام الاسرائيلي، وتمثّل أساساً يستند اليه باقي الخبراء في هذا المجال، من مقولة أن “الصواريخ لا تؤدي الى الانتصار في الحروب”، واصفاً إياها بأنها “لم تكن دقيقة أبداً، وأصبحت غير ذي صلة، وخرافة ليس أكثر”.
واستدل على هذا المفهوم بالقول إن “الصواريخ الحديثة لديها اليوم قوة سحق لا تقل عن قوة الطائرات، وتفعيلها أسهل لأنها لا تحتاج إلى قواعد ضخمة ومُكلفة وعرضة للإصابة”.
وأسهب في توضيح المعاني العسكرية والعملانية لامتلاك هذا النوع من الصواريخ بالقول إن «امتلاك صواريخ حديثة ودقيقة ونقطوية، يمكنه شل بنى تحتية عسكرية ومدنية لدول كاملة والتسبب في هزيمتها». ورأى روبين، الذي ينطوي تحذيره على خصوصية استثنائية نتيجة المكانة التي يحتلها بين خبراء الكيان، أنه “في أيامنا، الصواريخ والقذائف الصاروخية تؤدي الى الانتصار في الحروب». ونتيجة ذلك دعا اسرائيل الى «فعل كل ما هو مطلوب كي لا تهزمها صواريخ العدو وكي تهزم صواريخها العدو”.
المصدر: الأخبار