خلاف على تركة أغنى أثرياء الإمارات… كيف بنى ماجد الفطيم إمبراطوريته؟
شكّل حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لجنة قضائية خاصة لحسم مصير تركة قطب المراكز التجارية والترفيهية، الملياردير الإماراتي الراحل ماجد الفطيم، عقب تقارير عن خلافات على الميراث بين ورثته العشرة.
وكان ماجد الفطيم قد توفي في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2021 عن 87 عاماً، وترك نحو 3.6 مليارات دولار أمريكي، وإمبراطورية تجارية تتخطى استثماراتها الـ16 ملياراً. وللراحل ابن اسمه طارق يشغل منصب مدير غير تنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة “ماجد الفطيم القابضة”، وابنة اسمها مريم.
وليس واضحاً بعد من هم الورثة العشرة المتنازعون على تركة ماجد الفطيم. لكن تدخل أمير دبي للفصل في ما بينهم ليس مستغرباً، إذ تعد ملكية الملياردير الإماراتي الراحل – في نظر الكثيرين – ركيزة اقتصاد الإمارة، أو بالأحرى، ركيزة أساسية لنمو السياحة والتجارة في دبي.
وفي بيان، الأحد 13 شباط/ فبراير، لفتت مجموعة الفطيم إلى أن اللجنة القضائية الخاصة المعيّنة “يتمثل دورها في الفصل في النزاعات القانونية المحتملة المتعلقة بقضايا تركة السيد ماجد والميراث، وليس الإشراف على الشركة أو أعمالها”، مع تنويه بأن أعمال المجموعة “تسير كالمعتاد”.
وشددت مصادر مطلعة لـ”فايننشال تايمز” على أن “دور اللجنة هو التوسط بين المساهمين وحماية مصالح المجموعة واقتصاد دبي”. وسبق أن تدخل حاكم دبي لحل نزاع عائلي بين ماجد الفطيم وابن عمه عبد الله مطلع القرن الحادي والعشرين.
تُعدّ ملكيته ركيزة اقتصاد الإمارة، أو بالأحرى، ركيزة أساسية لنمو السياحة والتجارة في دبي… #حاكم_دبي يتدخل لحسم مصير تركة الراحل ماجد_الفطيم وتقسيمها بين ورثته العشرة
قصة صعود ماجد الفطيم
لدى إعلان وفاة ماجد الفطيم، وصفه الشيخ محمد بن راشد بأنه أحد “أهم تجار دبي وكبار رجالاتها، وصاحب عطاء للوطن وخير لا ينقطع”. لكن وراء بلوغ الراحل مكانة “أثرى أثرياء الإمارات” و”ثالث أغنى الرجال العرب” قصة كفاح ونجاح مبهرة.
وانطلاقاً من رؤيته “حلمي هو تحقيق أسعد اللحظات لكل الناس، كل يوم ” أصبح ماجد الفطيم “الرجل الذي أوجد مفهوماً جديداً للترفيه بالشرق الأوسط”.
ولد ماجد الفطيم عام 1934، ونما الفكر التجاري والإداري معه في كنف عائلة تجارية يعود تاريخها التجاري إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وفق حساب “نادي الاستثمار” المتخصص، الذي يتابعه نحو 45 ألف شخص في تويتر.
وهو استهل حياته المهنية في القطاع المصرفي موظفاً في بنك عمان فترة قصيرة، ثم أقنع والده وعمه باستيراد 50 سيارة تويوتا، بدأ بها تجارته مطلع خمسينيات القرن الماضي. عام 1955، دشّن أولى خطواته في ريادة الأعمال بالسفر إلى طوكيو وعودته منها بوكالة سيارات تويوتا التي انطلق معها عمله الخاص الذي حقق نجاحاً باهراً.
وتبقى “النقلة النوعية” في سيرته التجارية تأسيس مجموعة “ماجد الفطيم القابضة” المتخصصة في مجال تطوير وإدارة مراكز التسوق والترفيه والفندقة عام 1992. مع هذه المجموعة، انطلقت شهرة ماجد الفطيم واستثماراته نحو العالمية.
بدأ باستيراد 50 سيارة تويوتا وانتهى إلى تأسيس إمبراطورية تجارية تتخطى استثماراتها الـ16 مليار دولار أمريكي… تعرفوا على قصة صعود أثرى أثرياء #الإمارات الراحل #ماجد_الفطيم ومقدار تركته المتنازع عليها
بم تقدر ثروته؟
قُدّرت ثروة قطب التجارة والترفيه الإماراتي الراحل عام 2021 بـ3.6 مليار دولار، محتلاً مرتبة ثالث أثرى رجل عربي، في تصنيف “فوربس”.
وتمتلك إمبراطوريته العملاقة وتدير 13 فندقاً و29 مركزاً تجارياً، أبرزها “مول الإمارات” في دبي، و”مول مصر” في القاهرة، و”ماجيك بلانيت” و”ڤوكس سينما” VOX Cinemas وسلاسل من قاعات المسرح والسينما العاملة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
تتمتع “ماجد الفطيم القابضة” أيضاً برخصة حصرية لتشغيل هايبر ماركت الشركة الفرنسية (كارفور) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا، وهي تدير الآن نحو 375 سوبر ماركت وهايبر ماركت تحمل علامة كارفور التجارية.
إلى ذلك، تمتلك المجموعة خمسة مشاريع مدن متكاملة، وحقوق تشغيل علامات تجارية عالمية أخرى منها ZARA وToys “R” Us وikea في الإمارات. وقد بلغت إيرادات المجموعة القابضة نحو 9.4 مليار دولار عام 2018.
حديثاً، قررت المجموعة دخول مجال إدارة الطاقة والمرافق، فأسست مع شركة “فيوليا” الفرنسية العملاقة شركة “إينوفا” لإدارة المرافق وتطوير حلول الطاقة مع أخذ الاستدامة والحفاظ على البيئة في الاعتبار.