عمّ بحث اللبنانيون وعلى أي مواقع دخلوا في الـ2021؟

صدى وادي التيم- لبنانيات/

أحداث كثيرة طبعت العام 2021، أمنية قضائية اقتصادية سياسية وصحية، انعكست على واقع اللبنانيين اليومي كما على واقعهم الافتراضي، وبات ما يعيشونه في يومياتهم من مآس وتحديات وبعض الأفراح والمناسبات، يتردد صداه في ما يفتشون عنه على محركات البحث وما يثير اهتمامهم فيها من مواضيع آنية، وفي ما يتابعونه من ناس وأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي. فما هي أكثر المواضيع التي شغلت اللبنانيين إلكترونياً خلال العام المنصرم؟ وهل تطابقت مع واقعهم أم أنها لم تخل من مفاجآت من قبل شعب عجيب غريب يصعب التكهن بردات فعله؟

غوغل، يوتيوب، تويتر، انستاغرام، فايسبوك وتيك توك توغلت في أفكار اللبنانيين ومشاعرهم وكانت أقرب إليهم من قادة وزعماء وأهل وأحباء، وكشفت في تقاريرها السنوية عن أبرز ما عاشوه وما اهتموا به في السر والعلن عام 2021. في جولة لا ندّعي فيها الدقة المطلقة حاولنا بالتعاون مع الخبير في التكنولوجيا والانترنت بشير التغريني أن نكتشف ما يخفيه شعب لبنان إلكترونياً، وأن نلقي الضوء على بعض الأمور المفاجئة التي تم البحث عنها وأن نستنتج بعض العبر من ذلك.

بشير التغريني

الهمّ الصحي والهروب الترفيهي

من البديهي القول أن الهمّ الصحّي كان المسيطر على اهتمام الناس سنة 2021 مع استمرار جائحة كورونا، لذلك شهدت منصة Covax اكبر نسبة بحث ودخول كما سجلت Impact، وهي التطبيق التابع لمنصة كوفاكس أعلى نسبة من الزيارات، وذلك من أجل الحصول على تصاريح للخروج من البيت حين تم اعتماد ذلك في الأشهر الأولى من السنة إبّان فرض الحجر التام. كما ارتفعت نسب الزائرين مع بدء التسجيل لأخذ اللقاح ابتداءً من شهر حزيران. وشكل كل ما يدور في الفلك الصحي اهتماماً الكترونياً واضحاً ولا سيما فحوصات الـ PCR ومراكز إجرائها، وبرز بشكل خاص اسم المستشفى اللبناني- الكندي من بين أكثر الكلمات التي تم البحث عنها. كما حلّ كوفيد من بين المواضيع الأولى التي تم البحث عنها أيضاً. وفي الشهر الأخير من السنة كانت أعراض فيروس اوميكرون هي أكثر ما بحث عنه اللبنانيون

وفي خضم حال الاشمئزاز المزدوج الذي عاشه اللبنانيون سواء بسبب الوضع الاقتصادي او سبب جائحة كورونا، توجهت اهتماماتهم الى الأمور الترفيهية أكثر منها الى الأمور الجدية، وكأنهم قرفوا أو ملّوا من البحث عن المواضيع التي تزيدهم هماً او قراءة الأخبار على أنواعها، لذلك كان واضحاً صعود المنصات الترفيهية ولا سيما نتفليكس التي شهدت، بحسب الخبير بشير التغريني، فورة في لبنان والعالم ما لبثت أن تراجعت بعض الشيء في لبنان نتيجة فرض تسديد الاشتراك بالدولار، ولكن بعد أن تم التحايل على الأمر وبدأت بعض المكاتب تؤمن اشتراكاً بالليرة اللبنانية، يمكن القول إن المنصة عادت الى مجدها الرقمي وكان مسلسل Squid game أو «لعبة الحبّار» الأعلى متابعة في لبنان والعالم. كما شهدت منصة «شاهد» ارتفاعاً كبيراً في نسب المشتركين والمشاهدات نظراً لكونها تعرض أهم المسلسلات العربية وقد تظهّر ذلك بشكل كبير في شهر رمضان المبارك أثناء عرض المسلسلات الرمضانية، وقد شهدت بعض المسلسلات مثل «الهيبة جبل» و «صالون زهرة» نسب مشاهدة عالية جداً. وسجل موقع «تيك توك» بفيديواته الترفيهية السريعة ارتفاعاً كبيراً في عدد زائريه، وكان الأكثر زيارة من قبل اللبنانيين بين مواقع التواصل كافة فيما بقي انستاغرام هو الموقع الأول من حيث الاستخدام. وعلى صعيد البحث ومع بقاء اللبنانيين في بيوتهم انتشرت الصفحات التي تعنى بوصفات الطعام وازداد البحث عن المواقع والصفحات التي تعنى بالطعام والبحث عن وصفات جديدة بشكل يومي. وكذلك لوحظ إقبال اللبنانيين على الشراء أونلاين في ظاهرة لم تكن معروفة في لبنان قبلاً ولا سيما من فئة الشباب، وبرزت على مواقع التواصل صفحات جديدة، وهي أكثر من أن تعد، خرجت من الظل لتعرض بضائعها أونلاين وازدهرت بشكل خاص الصفحات والمواقع التي تبيع الملابس التركية الصنع. أما المحزن في الأمر فتراجع البحث عن المواقع السياحية وأماكن السفر والفنادق، وذلك بعد أن حرم الدولار اللبنانيين من هذه المتعة التي ألفوها في السنوات الماضية، لكنه في المقابل جعلهم يزيدون البحث عن المناطق السياحية التي يمكن قضاء عطلة فيها داخل لبنان.

من المسلسلات الأكثر مشاهدة

وداعاً للسفر وأهلاً بالسفارات

لكن في ظاهرة لافتة يتبين أن مواقع السفارات الأجنبية وأرقام هواتفها كانت من بين الأكثر بحثاً في لبنان وأبرزها السفارات الكندية والبريطانية والألمانية، وبشكل مفاجئ السورية. كما احتلت مواقع الهجرة الى كندا مكانة كبيرة بين أكثر المواقع التي يزورها اللبنانيون او يفتشون عنها. ومؤخراً برزت ظاهرة البحث عن موقع الأمن العام اللبناني وما يتطلبه استخراج جواز سفر لبناني، وليس هذا البحث بمستغرب في وطن يطمح أكثر من 70% من شبابه بالرحيل عنه، فيما بلغ عدد المهاجرين اكثر من 200 ألف شخص.

 

إهتمامات الكبار لم تستطع أن توازي اهتمامات الأطفال حيث كان موقع Fortnite للألعاب الخاصة بالصغار والمراهقين هو الأكثر زيارة ومتابعة بنسب أعلى بكثير من سواه، فيما سجلت أغنية Nursery نسب مشاهدة عالية جداً بلغت عالمياً 95 مليون مشاهدة. فبسبب تعثر خروج الصغار من البيت وبحث الأهل عن سبل لتسليتهم زاد الإقبال بشكل كبير على مواقع الألعاب الخاصة بالصغار والقنوات التي تبث برامج وأغاني للأطفال على يوتيوب.

عمَّ يبحث اللبنانيون؟

بالعودة الى الأمور الجدية وبجولة على أكثر المواضيع التي تم البحث عنها على موقع غوغل، يتبين أن سعر الصرف اليومي احتل الموقع الأوَل وكان الشغل الشاغل للبنانيين إلكترونياً كما على أرض الواقع، حيث كانوا يتابعونه لحظة بلحظة في السوق السوداء وكذلك شغلهم سعر المحروقات، خصوصاً بعد رفع الدعم عنها، وتفاجؤ المواطنين بأسعارها الأسبوعية الجديدة، هذا إضافة الى البحث التقليدي عن أحوال الطقس. ولكن إذا كانت هذه المواضيع الثلاثة بديهية وغير مفاجئة فثمة أمور أخرى شغلت اهتمام اللبنانيين بشكل غير متوقع كان أبرزها، وفق تغريني، مباراة كرة القدم التي جرت بين منتخبي لبنان وإيران لتصفيات كأس العالم في 11 تشرين الثاني، وسجل كل ما يحيط بهذه المباراة زيادة في البحث والدخول ولا سيما أخبار المنتخب اللبناني وموقع الاتحاد اللبناني لكرة القدم. ويبدو ان اهتمام الشباب اللبناني بكرة القدم متقدم جداً لأن بطولة أوروبا UEFA احتلت مراكز متقدمة في البحث أيضاً كما شغل منتخب الجزائر الذي فاز بكأس العرب في قطر الرأي العام اللبناني و ازداد البحث عنه على محركات البحث، فيما محلياً كان فريق النجمة متقدماً في الكلمات التي يبحث عنها اللبنانيون.

ومن الأشياء الغريبة التي بحث عنها اللبنانيون وعكست غرابة ما يعيشونه من أوضاع، البطاريات التي يعاد شحنها وبطاريات الليثيوم وكذلك المراوح التي تعاد تعبئتها بالتوازي مع المواقع الالكترونية للمتاجر الكبرى مثل سبينيس، كارفور، عبد طحان، مالك، زارا ومطاعم ماكدونالد وبرغر كينغ. وبرز اسم شركة بويكر للصحة العامة والتعقيم أيضاً ضمن أبرز الكلمات التي فتش عنها اللبنانيون في عز الجائحة والحجر. وشهدت مواقع المقامرة مثل Ahlabet متابعة كبيرة لا سيما في محافظة جبل لبنان. ولا شك ان بعض الأبحاث ذات الطابع الجنسي يبقى لها مكانها في الإحصاءات.

مالياً شهدت شركات تحويل الأموال مثل Western Union وRia money transfer وكذلك CFI زيادة في مرات البحث، واحتل اللوتو اللبناني مكانته المنتظرة بين أبرز المواضيع التي تم البحث عنها لبنانياً، وليس هذا بمفاجئ بعد أن صار اللوتو الأمل الوحيد المتبقي أمام المواطن الذي يكاد يخسر كل شيء.

سياسياً وبحسب التغريني يمكن القول أن القاضي البيطار كان رجل العام والهاشتاغ الأكثر تداولاً سلباً وإيجاباً، وكما انقسم البلد حوله وحول أسلوب عمله هكذا أيضاً انقسم المغردون على تويتر بين مؤيد وشاتم، وشكلت القاضية غادة عون حالة خاصة على تويتر أيضاً حيث كثرت في فترة التغريدات التي تتناولها مع فورة حماسها واقتحاماتها الدراماتيكية لأماكن الفساد… وكذلك شكلت المنظمات غير الحكومية موضوعاً للبحث عند اللبنانيين في الأشهر الماضية بالتوازي مع موضوع اللاجئين الذي تم البحث عنه أيضاً بنسب كبيرة.

ومن بين السياسيين برز اسم سمير جعجع من بين الأكثر بحثاً على غوغل ولا سيما في اواسط شهر تشرين الأول تزامناً مع أحداث الطيونة وارتفع البحث كذلك عن «القوات اللبنانية» وشهدت أغنيات وأناشيد «القوات اللبنانية» أكبر نسب تنزيل ومشاهدة عبر يوتيوب في الفترة ذاتها. كما كان»جنوب لبنان» دائماً حسب الاحصاءات من بين أكثر المواضيع بحثاً في لبنان. ومن جهتها شهدت أناشيد الجيش اللبناني نسب مشاهدة عالية وتم تنزيلها تكراراً خلال السنة.. اما القنوات التلفزيونية الأكثر متابعة إلكترونياً (ومن دون الادعاء بالدقة المطلقة) فاحتلت الـ MTV مركز الصدارة وكانت المسلسلات التي تعرضها من الأكثر مشاهدة كما برز اسم مارسيل غانم من بين الأكثر مشاهدة على يوتيوب، وبرز اسم LBC و OTV والجديد من بين المحطات التي يدخل اللبنانيون الى مواقعها

فنياً معظم الأسماء التي برزت إلكترونياً في العام المنصرم على المنصات المختلفة كان نجاحها واضحاً ومتوقعاً وعلى رأسها وائل كفوري وناصيف زيتون وهيفا ونادين نسيب نجيم وماغي ابو غصن، لكن برزت ظواهر جديدة لم يكن اللبنانيون قد سمعوا بها من قبل و أبرزها «مهند زعيتر»، وهو مغن انطلق عبر يوتيوب واحتلت أغانيه مراتب متقدمة مثل «حالف لجيك محزّم» او «لغير الله ما بركع»… وأغنية «بسبوس عاشق بسة» التي غناها الثنائي حيدر زعيتر وزيزو الأحمر… وقبلها أغنية «تيرارا» لبشار جواد. ومن بين أكثر الأغاني تنزيلاً على يوتيوب لا تزال أغاني الأعراس والدبكة وكذلك الزجل اللبناني المواقع المتقدمة في عدد التنزيلات.

 

وبعد، وكما ذكرنا سابقاً، لا ندعي في هذه الجولة الإلكترونية الدقة المطلقة ولم ندخل لعبة الأرقام والنسب المحددة بل كان كل ما توخيناه أن نلقي الضوء على أبرز هموم اللبنانيين واهتماماتهم، أو ربما أساليب هروبهم من الواقع في سنة كانت الأصعب في حياتهم على مختلف الصعد.

المصدر  : نداء الوطن_ زيزي اسطفان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!