لم يات حساب الحقل على حساب البيدر بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم- رأي حر بأقلامكم/
نحن نعيش في بلدٍ يستطيع فيه مطلوب بمذكرة توقيف في قضية تفجير مرفأ بيروت وهي جريمة العصر أن يخطب في مؤتمر صحفي ويحاضر الناس بالعفة والكرامة،دون أن يرف للقوى الأمنية جفن ودون أن تتحرك وتلقي القبض عليه،وهو يستند إلى فريقه السياسي الذي يضرب بعرض الحائط كل القضاء والقوانين والسلطات فقط ليحمي فاسدين متعشعشين في داخله.
نحن نعيش في بلدٍ يستطيع فيه وزير سابق فاشل في مهامه ونائب لم يبقى له سوى أن يتغول على رئاسة تيارٍ،كذب في وعوده وما أكثره في حججه أن يتحالف مع من يريد بالحسابات التي يريدها ومن ثم يشن حرباً شعواء في الإعلام على حليفه عندما تخونه حسابات الأخماس بالأسداس،أضغاث أحلامه كرسي الرئاسة وهو بالأصل من قصَّ رجلي هذا الكرسي وأكثر من أساء للعهد وحطَّ من قيمته.
نحن نعيش في بلدٍ يستطيع فيه سياسيون مغمورون أن يخربوا البلد ساعة يشاؤون بسبب خلاف عقيم لا يمت للوطنية بصلة،بل فقط حسابات العقد الجديد والتعيينات السياسية الجديدة التي ينتظرونها فيعمدون إلى التشنجات والمهاترات والمماحكات والشتم والسباب وتوتير الشارع على كل الصعد وعلى وسائل التواصل الإجتماعي فقط كرمى لغاية في أنفسهم.
إشتركوا في حصاد الزمن الفاسد والآن يستعدون للحصاد في زمن التغيير الآتي فيتلونون بما هو غب الطلب مع اقتراب الإنتخابات، قبلّوا بعضهم البعض عندما اتفقوا على لبنان بقبلات يوضاس والآن يتناتفون على ما تبقى من لبنان بعد جلده وإركاعه.
سمّوهم ما شئتم،هم حلفاء الأمس وأعداء اليوم،آفة لبنان على كل الصعد إن كان التيار الوطني الحر أو حركة أمل وكلاهما بعيدين كل البعد عن شعاراتهم وحماة الفساد بقوننته،والحقيقة المكشوفة أمام الأعين واللعبة جبانة وحقيرة وللشعب اللبناني الحكم النهائي،فاعلم أيها الشعب اللبناني أنهم يتخانقون على السلطة والكراسي لأن حساب الحقل لم يأتِ على حساب البيدر.
ميشال جبور