أفكار إغترابية… بقلم وهبي ابو فاعور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

حبذا لو تستمر هدنة القات لأكثر من أيامٍ معدودة فيرتاح الناس وتهدأ أعصابهم، وهدنة القات لست خبيراً بأصلها وفصلها وطقوسها ولكن ما أعرفه أنّها هدنة المحاربين لمضغ القات فتسكت المدافع والبنادق ويسري مفعولها للراحة والهدوء، وبرأيي أنّها من قيم العرب القتالية عبر التاريخ.

أمّا في موضوع الإغتراب وما سبقه وما تلاه فالحقيقة أن الشعب اللبناني كاد يقع في الإحتراب وتبادل السهام حول كيف نستفيد من المغتربين فهم كالنحلة تجني لها ولمالكها الذي لا يأخذ منها إلا فائضها ويقدم لها مقومات الصحة وبديل الغذاء أيام الجفاف.

ولست أدري لمن سُجل الإنتصار الأخير وإن كنت أؤكد أن المغترب ليس سائحاً بل هو شريك يومي مع أهله وذويه في كل مائدة وعند كل مغيب، فمن المعيب أن لا يشاركهم الرأي وهو المهيأ دائماً للعودة إلى ملاعب الطفولة ووضع الزهور على ضرائح الأجداد.

وهنا هنيئاً للمغترب بكل صدق عودته بالرأي والمشورة والشراكة في لعبة الديمقراطية في بلده ومرتع صباه.

ولما كان الحال بالحال يذكر فلا بد من طرح بعض الأفكار التي تمتن العلاقة مع مغتربينا الأحباء وتهيئ لهم ولأولادهم إستراحات سعيدة في بلاد الأرز، زواراً يبعثون البهجة والفرح.

ليس بين الأقرباء فقط بل في محيط قراهم وبلداتهم ولا يمكن أن ننسى كرمهم الحاتمي (تيمناً بحاتم الطائي) ومساهمتهم الجزيلة للأهل للأحبة للمحتاجين وللوطن.

هذه الأفكار المختصرة كانت نتيجة ورشة عمل أقامها مركز إنماء راشيا والبقاع الغربي- آفاق- في صيف 2014 بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش إيبرت الإلمانية الكريمة بحضور نخبة من المهتمين والمفكرين من أبناء منطقتنا وبمشاركة من الأصدقاء هيثم جمعة – مدير عام المغتربين- والدكتور محمد علي مقلد والأستاذة هلا الحلو والدكتور خليل جبارة والعديد من ذوي الخبرة والمعاناة، طيلة يوم كامل كان عرض لوضع الإغتراب في مختلف قرى قضاء راشيا خلصنا فيه إلى توصياتٍ أربعة لم نصل بكل أسف إلى تحقيق مضمونها وما زلنا ننتظر فيما القيمون ما زالوا يجنون الغنائم من جيوب المغتربين كما يؤخذ الحليب من ضروع اللبونات دون خجل، وهذه الأفكار هي التالية:

1-    إقامة مخيمات إغترابية صيفية بهمة ونشاط مديرية المغتربين لكل الزائرين للوطن.
2-    إعتماد المنهج الدراسي اللبناني واللغة العربية حيث يمكن في مدارس الجاليات الإغترابية.
3-    تسويق المنتجات الغذائية والتراثية اللبنانية في مراكز التجمعات الإغترابية على همة المديرية الإقتصادية في وزارة الخارجية اللبنانية مثل الزيت والزيتون- الزعتر- النبيذ- الدبس- وتذكارات المسجد الأقصى ومار شربل- بكركي- بعلبك- النبي أيوب- قلعة الإستقلال- المتحف الوطني- وقلعة صيدا وسواها من أيقونات الأسرة اللبنانية.
4-    إقامة بيوت ضيافة في البلدات الكبرى والمناطق الغنية بالمغتربين لإستضافة المغتربين من أي جيل كانوا لإشعارهم بالترابط الإجتماعي والوطني على همة الإتحادات البلدية الناشطة ومديرية المغتربين.

عسى أن تلقى هذه الأفكار قبولاً للنقاش وإرادةً للتنفيذ وعندها نستحق نحن المقيمين عاطفة وكرم واهتمام مغتربينا الأفاضل.

المصدر: الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!