الرسوليّ الراشاويّ الياس غصن

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

ككل ذوي الرسالات والقضايا الكبرى تعبق نفحتهم في كل مكان يقيمون فيه او يعبرونه، فحياة الأفراد، من حيث هم أفراد وإمكانيات فعل وعطاء، عبور متواصل بلا انقطاع، من حياة جسد وتفاعل راهنة إلى ما بعد حياة جسد وتفاعل بمستوى جديد قوامه الوجدان والروح. فإن فعلوا في طريق النور والحياة، كما قال المسيح، بقي فعلهم ببقاء النور والحياة نفسهما، إشعاعاً ونبضاً، لنهم انتموا للنور والحياة.

طوبى لأبناء النور والحياة وشتان بينهم وبين أبناء الظلمة والعدم الذي فيه يعمهون؛ عدم الفوضى والعبث والخراب والتدمير والفساد والإفساد الذي يكاد يغمر البلاد والعباد ويطمرهم احياء وهم عليه شاهدون وشهود.

من ذوي الرسالات الذين ينذرون أعمارهم وأيامهم وجهودهم لخدمتهم فقيد راشيا الكبير، الذي نشيعه اليوم الخميس في 2 كانون الأول 2021، المرحوم الراحل الياس غصن، أبو غازي، الذي حتى أقصى طاقة في جسده العتيد لعقود لم يتوان عن خدمة ولم يتأخر عن تلبية سائل يستطيعهما بحب وبذل.

منذ سنة ونصف أطلقنا حلقة من محور السبت في موقع حرمون في مناسبة الذكرى الأليمة للمجازر الوحشية العثمانية بحق أهلنا الأرمن والسريان والإسماعيليين وغيرها في الأقاليم السورية الشمالية المحتلة من بلاد الشام بالقوة الغاشمة العثمانية منذ ما قبل 82 عاماً من هذا اليوم، وساهم الراحل الكبير بقسط وافر من المعلومات لإغناء الملف حينذاك.

وما احزننا في الملف أن كل فئة من شعبنا المذبوح بسيف الطغيان العثماني المذهبي يرى إليه منفرداً من دون توحيد المبادرة والجهود والروح والفعالية لتحقق أهدافها بالإنصاف للشهداء وشذويهم وبالتالي شعبهم المشرقي الراسخ في التاريخ والجغرافية أعتى من كل من يكيدون له من مذابح ومجازر. يزول الطغاة وتنقرض الاحتلالات وتبقى المجازر شاهدة على وحشيتهم وتخلفهم وينتصر الإنسان – المجتمع السوري المشرقي على كل ما يعيق سيره التاريخي السرمدي وديمومته الوجودية.

وعندما أعلنت وفاة المرحوم الراشاوي الرسولي الياس غصن كتب ناشر موقع حرمون في موقع فيسبوك “تخسر راشيا اليوم واحداً من أبرز أبنائها نشاطاً وعصاميّة لم تُعجزه العقود ولا الظروف ولا الأحداث على تراكمها وتلاحقها وتنوّعها. بل لبّى كل نداء وطلب استطاع تحقيقه.

لروح الفقيد الياس غصن الرحمة والسلام ولأسرته ومحترف راشيا وأهل راشيا ومحبيه خالص العزاء. والمجد للحياة التي لا تزول”.

 

الفنان شوقي دلال

وعنون الفنان شوقي دلال مقاله ناعياً الراحل غصن “أبو غازي الياس غصن وردة راشيا وداعاً”..

وتابع في النص: حين نودّع أخاً وصديقاً وحبيباً ونموذجاً للمحبة الجامعة أمثال راحلنا الكبير إبن بلدتي راشيا الوادي الأستاذ الياس غصن نشعر أننا نُوَدّع نصفنا الآخر.

نعم أقولها وقلبي يعتصره الحزن على غياب قامة وطنية كبيرة كان له الفضل في إبراز وجه راشيا المُشرق وهو وِحدة الروح بين جميع الطوائف ومكونات المجتمع حيث عَمِلَ على ذلك طيلة حياته،..

الياس غصن كان سفير راشيا الجميل في أي مكان وجد فيه، حيث استحق أرفع الأوسمة والتكريمات لمساعيه الدائمة نحو الخير.

اليوم نودع الياس غصن وننعاه باسم جمعية محترف راشيا، الجمعية التي كانت لها معزّة كبيرة في قلبه، حيث كان لنا معه العديد من المحطات الثقافية والفكرية والدينية.

الياس غصن ها هي كنيسة مار موسى الحبشي في راشيا تبكيك وتبكيك راشيا، لكنك ستبقى بما زرعته من محبة منارة ومساكب ورد تنبت كل عام مع عيد مار موسى الحبشي وعيد الأضحى المبارك. رحمك الله.

 

د. شوقي أبو لطيف

وعلّق البروفسور في قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور شوقي أبو لطيف: كثير الأسف لغياب الوجه الوطني النبيل والمثقف الحصيف الذي كان يحمل في كل توجهاته آمال النهوض بالمجتمع نحو النماء والبناء والاستمرار في عيش التآخي الأهلي والوحدة والمحبة وحفظ التراث المحلي .

رحم الله فقيدنا الكبير وألهم العائلة الكريمة الصبر والسلوان.

 

د.جورجيت مينا الحداد

وكتبت الدكتور جورجيت مينا الحداد: في الحقيقة أحزنتني كثيراً… بالرغم من معرفتي أنه سيأتي يوم نفقد من نحب، ولكن لم أكن أتوقع أنك أنت يا أوفى الأحبة وأحنهم أباً أم أخاً أم صديقاً أم ملجأ للمشورة. كنتَ لي في الصعاب والمسرات معلماً.. أعدك بأنني لن أنساك ولن أنسى كلماتك لي: كلنا منغلط ومنعصّب، ولكن ما لازم نحقد ونعادي ولازم نحنا نبادر للصلح والسلام.. ستكون لي العبرة دائماً…

السيد الياس غصن خسارة لا تعوّض بمحبته وتواضعه ولياقته.

إنه ظاهرة فريدة بالرغم من مركزه وعلاقاته كان يظهر للعيان أنه شخص من عامة الشعب..

الياس غصن وداعاً.. مع القديسين المسيح قام.

 

ضاهر المعلولي

وكتب المربي ضاهر المعلولي، مدير مدرسة راشيا المختلطة لعقود خلت: “الله يرحمه الفقيد الياس غصن وجه مشرق في راشيا و فكر ثاقب نيّر واعٍ وطني. خسرته راشيا والمنطقة بعد رحيل كبار من رجالها. للأسف أيضاً نخسر كبيراً من كبارنا.

تعزيتنا لذويه ولأهالي راشيا وأطال الله بعمركم”.

 

زياد قرقماز

وكتب الصديق زياد قرقماز: قدر راشيا أن تخسر هذه القامة العريقة بالأصالة والمحبة. رحمه الله والعوض بسلامتكم.

 

علي بكري

وقال علي بكري ناعياً الفقيد: غصن هوى لكن شجرة عطاءاته باقية.. ولروحه الطاهرة السلام والطمأنينة.

هاني سليمان الحلبي – موقع حرمون

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!