إبتكارات اللبنانيين.. “مصائب قوم عند قوم فوائد”

 

ربما هو تاريخنا الحافل بالأزمات والاجتياحات والحروب الذي جنّدنا لمواجهة مختلف أنواع الصعاب، فبتنا ربما أكثر الشعوب صمودا وأكثرهم ابتكارا في أسوأ الظروف الممكنة.

بالفعل، جبار من يستطيع تحمّل كلّ الكوارث التي تعصف ببلدنا هذه الأيام، وجبار من يستطيع التقاط أنفاسه وسط الفوضى القائمة وانقطاع البنزين والمازوت، والانهيار الشامل الذي لا يوفّر قطاعا.

والجبابرة كثر في لبنان، خصوصا أولئك الذين لم يستسلموا، وإذ بهم يبتكرون صناعات جديدة أو أفكارا جديدة تجعلهم يصمدون أطول فترة ممكنة لعبور المستنقع الذي أوقعنا فيه الفاسدون والناهبون.

يقول المثل “مصائب قوم عند قوم فوائد”، وفي لبنان لعب الحظ لصالح البعض مع تعثر بعض القطاعات، فإذ بتجارة تنشط وأخرى تخفت، وصناعة تجد الملعب الامثل فيها فيما تتهاوى أخرى.

الـFaux Bijoux

مع تراجع سوق الذهب، إنصرفت اللبنانيات إلى شراء ما يعرف بالـFaux bijoux ، فهو أبخس ثمنا بالتأكيد، ويماشي الموضة أكثر في كثير من الأحيان. ومن هذا المنطلق، ينشط في الآونة الأخيرة في لبنان بيع هذه المجوهرات وخصوصا تلك المصنوعة من الخرز، فتجدون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنشأها شبان لبنانيون يقومون عبرها بعرض أكسسواراتهم بأسعار مغرية.

بيع الملابس والالعاب المستعملة

بدأ الكثير من الأهل في الآونة الأخيرة بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع ملابس أولادهم التي لا تزال صالحة، إضافة لبعض الالعاب التي ما عادت ربما تناسب أعمار أولادهم، فيستفيدون ويفيدون، هم يجنون المال، وأهل آخرون سيتمكنون من شراء هذه الملابس والالعاب لاولادهم بأسعار مناسبة.

من ذلّ البنزين…

يبدو أن الفوضى على المحطات والتي تشكل كابوس اللبنانيين في الأشهرة الأخيرة، تحولت إلى فرص عمل بالنسبة لبعض العاطلين عن العمل. فاخترع البعض مهنة لهم وهي “النطرة على البنزين”، فيأخذون سيارة الزبون وينتظرون هم ساعات على المحطة لتعبئتها، ويتقاضون مبلغا مقابل هذه المهمة، وهو أمر يناسب كثرا من الذين لا يملكون ترف الانتظار لساعات يوميا على المحطة. كما أن آخرين باتوا يذهبون عند منتصف الليل لحجز مكان لسياراتهم في مقدمة الطابور، ويقومون لاحقا خلال النهار، ببيع مكانهم في الطابور لمن يدفع المبلغ المناسب.

حضانات للتلامذة

مع أزمة المدارس التي بدأت منذ العام الماضي بفعل انتشار فيروس كورونا والمستمرة  للعالم الثاني على التوالي ولكن بفعل أزمات الكهرباء والبنزين والرواتب، يبدو أن المستفيد الاول مما يحصل سيكون بعض الحضانات الذي تحوّل إلى “ميني مدرسة”، بحيث يستوعب التلامذة الصغار مع المناهج التي تناسب هؤلاء، بالتنسيق والاتفاق مع عدد من المدارس، بحيث تعترف هذه الأخيرة بشهادة الحضانة في نهاية العام.

المصدر: mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى