الصدفة و القدر بقلم لينا صياغة
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
نادت الصبيّة اباها وقالت بكل ثقة :” ابي لا وجود للصدفة على الإطلاق لأن الحياة يحكمها نظام في كلّ شيئ ، و هذا النظام هو القدر لأنه مشيئة كونيّة الهيّة . تعجّب الوالد من فطنة ابنته و سألها : كيف ؟؟ كانت امّها تصغي اليها سعيدة بأقوالها.
قالت مثلاً : إن أمسكت قلماً ثمّ فتحتُ اصابعي لا بدّ أن يسقط للأرض بفعل الجاذبيّة ، كذلك النبتة إن زرعتها في تربة خصبة و ترويها بالماء ، تنمو و تزهر و تثمر.و مثل الشعور بالسعادة إن اكتسبنا علماً نافعاً وغرسناه في قلب شخص آخر،أو أي مساعدة نقدمها ، تُسعد الآخرين . كذلك يتألم الإنسان إن تسبّب بالألم للآخرين . عندها قاطعتها امها وسألتها : هل يعني هذا بأن جارنا الذي يقلّل من قدرزوجته الكريمة ، و يبقى غاضباً متغطرسا بأنه يتألم لحرمان من حوله السلام ؟اجابتها : نعم بشكل أو بآخر سوف يتألم يوماً ما .
علينا أن نعي بأن القدر هو قانون السبب و النتيجة ، فحين نفهم أنّ القدر بريء من الإتهامات و الشكوك يزول الشعورالسلبي ليدرك كلّ مخلوق مساره و مسلكه ، ولا نرمي بأخطائنا على الله سبحانه بأنه اراد لنا هذا ، نحن مسؤولون عن أفعالنا و نتائجها في كلّ نيّة و كلمة و أي فعلٍ يُردّ إلينا.
وهذا النظام لا يُسامح شخصاً كسولًا أو مستهترا بحياته ،إذ علينا السمو والإرتفاع عن التفاهات والقشور، و انتقاء اصدقاءنا بعناية ، والبحث عن الجوهر واللّب الحقيقي لوجودنا ، وهو الوعي و البعد عن الغرور و البغض و الغضب فهذا المسلك ينسج غشاءً كثيفاً يخفي حقيقة الذات الروحيّة و يعيق انفتاحها على اصل الوجود و هو النور، فالمشيئة الكونيّة تُساعدك بقدر ما تساعد نفسك فلندع هذا النور يوقظ المحبة الهاجعة في القلوب وتستفيق بعد غفلة طويله.حينها سألها والدها من علّمك هذا ؟ و كيف اكتسبتِ الحكمة والمنطق؟ هذه العلوم موجودة في مخطوطات الحكماء كنوز موجودة عند اكثرهم لكنهم يرحلون قبل معرفتها . فلتكن الحكمة زاد لأرواح الطاهرين ، لأنها السعادة التي نفقدها .
لينا صياغة