“العدد المصاب بالمتحور الهندي أكبر من هيك بكتير”… “أكثرية الإصابات في لبنان اليوم هي دلتا” وموجة ثالثة من “كورونا”؟
من ضهور الشوير، أعلن وزير الصحة العامة، حمد حسن، عن وصول المتحور الهندي «دلتا» من فيروس «كورونا»، إلى لبنان مع التثبت من وجود 7 حالات مصابة به… وإن كان الخبر يأتي متأخراً بعض الشيء، مع تأكيد مختبرات الجامعة اللبنانية أن المتحور «منتشر» في لبنان. مع ذلك، الخبر ليس مفاجئاً، ولكن ثمة خوف مضاعف اليوم من ذلك الوصول، لسببين أساسيين، أولهما سرعة انتشار «المتحور» وثانيهما بعد الطريق نحو المناعة المجتمعية، حيث لا يزال لبنان في بداية عملية التلقيح
رسمياً، دخلت البلاد دوامة المتحور الهندي «دلتا» من فيروس كورونا، مع الإعلان أمس عن تسجيل 7 حالاتٍ مصابة بـ«دلتا»، ثلاث منها وافدة وأربع أخرى «محلية». هذا ما أعلنه وزير الصحة العامة، حمد حسن، استناداً للنتائج التي توصلت إليها مختبرات كورونا في الجامعة اللبنانية.
كانت تلك النتيجة منتظرة، مع الانتشار الهائل الذي سجله المتحور في معظم دول العالم، حيث تشير آخر البيانات إلى أنه بات موجوداً في أكثر من 66 دولة، بات اليوم لبنان من ضمنها. أضف إلى ذلك، كانت الأرقام الأخيرة لعداد كورونا اليومي تشير إلى إمكانية وجود المتحور، حتى قبل إعلان النتائج الرسمية، إذ إنه بعد «هدنة» طويلة نسبياً عادت الأرقام ترتفع تدريجاً، ومنها الأرقام الوافدة. والتي سجلت أمس 31 من أصل 210 إصابات. وهو ما كان قد تخوف منه الوزير حسن قبل أيام خلال اجتماعه مع مدراء المستشفيات الحكومية.
إلى ذلك، لن تكون الإصابات السبع هي النهاية… كما لم تكن هي «فاتحة» المتحور في لبنان، فبحسب أستاذ العلوم البيولوجية والمسؤول عن فحوص الـpcr في مطار بيروت الدولي، الدكتور فادي عبد الساتر، فإن هذه النتائج «هي حصيلة فحوص أمس التي بدأناها أمس للمرة الأولى في إطار فحص المتحور دلتا». واستناداً لتلك الفحوص «تم تثبيت 3 حالات وافدة، إضافة إلى 4 حالات تعود نتائج فحوصها الإيجابية (pcr) إلى منتصف شهر حزيران، وكنا قد وضعناها جانباً للتأكد علمياً من المتحور، وقد تأكدنا بالأمس». إلى ذلك، لفتت رئيسة دائرة الترصد الوبائي، الدكتورة ندى غصن في حديثٍ صحافي، إلى أن «الوزارة اتصلت بالمصابين لمعرفة من هم والمختلطين بهم وإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من إجراءات الحجر، خصوصاً أنه يتوجب على الوافد الالتزام بالحجر الصحي إلى حين صدور النتيجة».
ماذا بعد ذلك؟ يبدو عبد الساتر أقرب إلى الجزم في ما يخص انتشار متحور دلتا في لبنان، مشيراً إلى أن «العدد المصاب بالمتحور الهندي أكبر من هيك بكتير». واستناداً إلى الفحوص والتجارب العلمية التي يقوم بها والفريق، يلفت عبد الساتر إلى أنه «يمكن القول إن أكثرية الإصابات في لبنان اليوم هي دلتا»، مدللاً على ذلك بالقول إلى أنه من «أصل 55 حالة إيجابية مثبتة الأسبوع الماضي، هناك ما لا يقل عن 49 حالة يبيّن الـprofile الخاص بها أنها إصابات بمتحور دلتا»، ومن المتوقع أن يثبت اليوم نهائياً هذا الأمر من خلال إجراء الفحوص لها. وبالتزامن، يجري عبد الساتر، ابتداء من اليوم فحوصاً لعينات إيجابية تعود تواريخها للأول من حزيران وحتى اللحظة الراهنة «لإعطاء صورة تقريبية عن نسبة انتشار المتحور الهندي في لبنان».
احتمال إعطاء جرعة من لقاح «فايزر» للذين حصلوا على الجرعة الاولى من لقاح «أسترازينيكا»
لا يستغرب عبد الساتر، كما غيره من المعنيين، هذا الأمر ولا يعدّه أيضاً مفاجأة، خصوصاً أن المتحور الهندي «بات اليوم هو الغالب على الإصابات في معظم دول العالم»، لافتاً من الجهة الأخرى إلى التراجع في وجود المتحورات الأخرى من البريطاني إلى البرازيلي وغيره. وهذا ما يجعل الساحة اليوم مفتوحة أمام «الهندي». لكن، ماذا عن النتائج المتوقعة؟ يلفت الأخير إلى أن البلاد اليوم أمام موجة جديدة «فمن المؤكد أن الإصابات سترتفع»، خصوصاً أن نسبة انتشار المتحور الهندي أسرع من غيره من المتحورات.
وفي هذا السياق، يشير رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، إلى أن «معدّل انتشار المتحور الهندي يصل إلى حدود 14 إلى 18 شخصاً تنتقل إليهم العدوى من كل مصاب، وهذا ما يجعله أكثر خطورة من غيره». أما بالنسبة لعداد الوفيات، فهو بحسب عبد الساتر، رهن بسير عملية التلقيح. وإلى الآن، لا تبدو المؤشرات «التلقيحية» مطمئنة، خصوصاً أن الوصول إلى المناعة المجتمعية «لن تكون قبل كانون الأول المقبل»، بحسب عراجي.
لا عودة إلى الوراء. اليوم، بات لبنان أمام تحدٍ جديد، وهذا ما يفرض «نوعية» إجراءات، خصوصاً في ما يتعلق بالقادمين عبر مطار بيروت الدولي، وهو ما أشار إليه الوزير حسن، على أن يكون ذلك بالتوازي مع خطة للتلقيح تعادل سرعة انتشار الفيروس. من هنا، دعا رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري، المواطنين «إلى التسجيل عبر المنصة والإسراع في تلقي اللقاح، خصوصاً أن الكميات الواصلة من الآن حتى أيلول وافرة، وتصل إلى حدود مليون و200 ألف من لقاح فايزر، إضافة إلى مجموعة أخرى من اللقاحات». ويجري درس احتمال إعطاء جرعة من لقاح «فايزر» للذين حصلوا على الجرعة الاولى من لقاح «أسترازينيكا»، في حال أظهرت الدراسات أن هذا الخيار يمنح درجة أعلى من المناعة ضد «المتحوّر الهندي».
راجانا حمية – الاخبار