ضوءٌ وقلم …بقلم فرح نسيب نصر

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

 

لي في الشرفة المجاورة لحديقة احلامي كرسي و بقعة ضوء

كرسي مندثر بالواقع و اللاوعي مُنجد بالذكريات و بقعة ضوء

بقعة ضوء من حيث لا ادري و لا احتسب

ضوء من شعاع شغف وحب

ضوء كلما حاصره الظلام و زاد عناق الظلال له من كل صوب كان اشد قوة و وهجا

ضوء لا أعرف وجهته لكنني أرى سهمه يخترقني

ضوء يدخل مسامات جلدي و يصبغه بلا لون

ضوء بهويع

و يلبسه رداء الفرح و وشاح الأمل

لو تأملنا الوجود لدقيقة واحدة

لعرفنا ان وجودنا هو محاولة نجاة و صراع منذ البداية و التكوين

نجاة من غرق اليأس و صراع بوجه القلق

وجودنا شرارة غضب و ابتهاج و سلام

وجودنا ميزان وهمي بمكيالين فرح وحزن

فرح مؤنس للأرواح و حزن منبتٌ لها

نحن مدينون للحزن بكل جرعاته الموجعة لأنه تهذيب سماوي لوجودنا و كياننا المتأرجح

لأنه صفعة اليقضه بعد الغرور و صرخة اليقين بعد الضياع

هو زاد المؤمن و عبادته المبسطة بالخشوع

هو ماء مقدس لسنبلة الحب الذهبية لكي تعطي نفوسنا خبزا معجونا بالدموع كي يعلمنا الصبر

حياتنا أضداد متنافرة

أضداد فرح و حزن

و من دون أضداد نحن فراغات و هوامش

لا نؤمن على زمان او مكان

لذا قدسوا الفرحة الحزن سوياً من دون فرادًا.

  • فرح نسيب نصر

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى