عن غسان… الإنسان أكتب… بقلم: زياد الشوفي

 

صدى وادي التيم – رئاسة التحرير

قلّة في حاصبيا ومنطقتها يعرفون غسان قنتيس تمام المعرفة، لكن المنطقة بكاملها تحفظ عن ظهر قلب إسم الدكتور شحاذة قنتيس أو طبيب الفقراء كما لُقب حينها، الذي فتح باب عيادته لكل الناس وطبب المحتاجين قبل الميسورين.

غسان يمم شطر بيروت في اول شبابه طلباً للعلم كما معظم شباب منطقتنا، ثم اتجه نحو الخليج ودخل عالم التجارة والأعمال، ليلمع إسمه ويصبح من كبار رجال الأعمال هناك.

غسان ذو القلب الطيب،  وأنا أسمح لنفسي أن أتكلم عنه بحكم عشرتنا أيام طويلة التي أمضيناها سوياً، وأيام الشباب التي ترافقنا فيها سوياً في ربوع الكشاف اللبناني.

هذا الشاب المهذب الوفي المخلص، وما زال كما عرفته، يوم أرسل الله له على قدر ما يستحق… لم ينسَ أهل بلده وإن كانت ظروف العمل أجبرته على الاقامة خارجه.

غسان الذي تربى في بيت تعود على العطاء والتضحية ، مد يد المساعدة منذ زمن طويل … لم يغلق الباب بوجه أي جمعية قصدته، أو بوجه أي طالب عمل، أو مريض…

في سجلّه الخيري والإنساني، عشرات المساعدات التي قدّمها بيده اليمنى ولم تعرف بها اليسرى.

واليوم في زمن جائحة كورونا التي اجتاحت لبنان كما العالم بأسره، بدأ الناس يسمعون ويسألون عن تقديمات غسان، وهو لم يكن يرغب بالإفصاح عنها…

لم يبخل بالسؤال عن كل مريض قبل أن يساعد، فأغرق بلدتيه  حاصبيا والكفير بكل ما تحتاجانه لتخطّي هذه الازمة الصحية. كما لم يبخل على كل قرى القضاء بما تيسر،

فأرسل كل ما تحتاجه البلديات والجمعيات من معدّات طبية ولوازم لمواجهة كورونا، ليقي الناس عذاب إنتظار دورهم على أبواب المستشفيات…

ولقد تخطت مساعداته قضائي مرجعيون وحاصبيا، فمدّ يده لكل من قصده على مساحة خريطة الوطن.

غسان…. آمن بمقولة:

(إن رزقك الله فلا تبخل بالعطاء) فلم يبخل بالعطاء وقت اختفى عن الساحة متمولون ورجال أعمال كبار.

غسان يفرحه العطاء… لأنه على يقين بأنه يزرع بسمة في مكان ما.

فلك يا غسان… من كل إنسان ظلمته ظروف الحياة في وطنه، أكثر من شكر ودعاء، لأنك كنت السند والدعم وقت الحاجة دون منّة أو مقابل.

ويصح بك لقب: ” غسان الإنسان”، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وتفسيرات.

بقلم زياد الشوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى