من قتل جورج العشي؟!

صدى وادي التيم – رئاسة التحرير/

كتب زياد الشوفي

يوم ظهر فيروس كورونا في لبنان، فسارعت وزارة الصحة ولجان كورونا إلى إصدار تعاليم الوقاية الصحية، من ارتداء الكمامة والكفوف و التعقيم و و و…

كان جورج العشي، الزميل الصحفي الخلوق الذي أحب مهنته بشغف، أكثر المحتاطين من كورونا، ليس خوفاً على نفسه بل على عائلته وأطفاله.

لقد كان دائماً، خلال عشرات بل مئات التغطيات الصحفية التي ترافقنا خلالها معاً، يرتدي الكمامة مغطاة بالعازل البلاستكي…

وكانت دوماً نقاشاتنا عن خوفه الكبير من التقاط الفيروس، فكان جوابه الوحيد: “في المساء سأعود إلى عائلتي، ولن أحتمل أن أكون السبب في نقل العدوى لهم، إلى حين وصول اللقاحات إلى لبنان”.

جورج، ككل الطاقم الصحفي في لبنان كان يجب أن يتلقى اللقاح في الأول من آذار بحسب ما وُعِدنا به، ذلك لأنه من الفريق الذي في الواجهة، ويخالط العديد من الناس يومياً خلال تغطياته الصحفية.

ولكن… لقاح الإعلاميين في آذار لم يأتِ.
لقد إختفت اللقاحات التي كانت من نصيب الصحفيين بسحر ساحر، طارت كالعصافير، وحطت على شجرة أخرى.
حطت على شجرة المحظوظين في دولتنا، هؤلاء الذين حموا أنفسهم قبل الصحفيين ومتطوعي الصليب الأحمر والطواقم الطبية في المستشفيات.
فهم أحق بالحياة من مساكين الوطن؛ جورج قتله من سطا على دوره في اللقاح، جورج ضحية الفساد والمحسوبيات كما الكثيرين من مساكين وطني.

رحمة الله عليك أيها الصديق ومن علياك، صلي لأجلنا، لأننا في بلاد نحتاج دعاء الراحلين أكثر من دعاء الأحياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى