رؤساء وساسة ورجال دين، فاسدون جميعكم، من رأسكم حتى أخمص قدميكم بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

وصلنا إلى أسفل الدركات إنحداراً في كل النواحي السياسة والإقتصادية والأمنية والإجتماعية وهذا مرده في الدرجة الأولى إلى الإنحطاط السياسي والهبوط الذي نعاني منه بسبب زمرة من السياسيين وحاشيتهم ورجال دين جميعهم مشتركين في إدارة مزرعة فساد ونهب وسرقة لمقدرات البلد والشعب دون حسيب أو رقيب والمثل يقول، إن لم تستحِ فافعل ما شئت.
اجتماع بعبدا الأخير بكل كادره العريض والمهيب أتى ليخبرنا بلا شيء ولا نتيجة، استغباء للبشر ونفوس مريضة ترى نفسها بأنها قادرة على إدارة بلد وهي لا صاحب لها لا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى الدولي،

إدارة متخالفة مع الجميع ومتخاصمة مع نفسها ولا يصفق لها سوى من هو قابع بحفرتها، للأسف، اجتماع كان سخيفاً وبيانه ممسوخ ولا يرقى للمستوى المطلوب في هذه اللحظات المفصلية فعلى ما يبدو لا كبير لنا ولا رأس ولا مدبر، والتفلت سيد الموقف آخر فصوله أمير الكبتاغون القادر على إخضاع الجميع لإرادته والمتاجرة بمستقبل وطننا وعلاقاتنا مع المحيط العربي وكأن ما ينقصنا هو أن تقاطعنا الدول الشقيقة فننعزل عن محيطنا الطبيعي، إنه الذل والهوان بعينه، سرقة ونهب وتلاعب بالعملة الوطنية وتهريب وممنوعات ومخدرات وحدود مشرّعة وفسق سياسي الأمر الذي لم تعد تحتمله الناس لكن هنالك من يصر على الإستخفاف بعقولها وهنالك من هو متواطئ مع ذلك لمصالح شخصية وغايات دفينة وحلم بكرسي، جريمة لا تُغتفر تُرتكب بحق الوطن والشعب.

معيب وعار ما يحصل اليوم،اقتصاد منهار وقضاء معاق وسياسات مبتورة، سياسيون عاقرون في السياسة ينتهجون العرقلة ووضع العصي في الدواليب، أين أصبح ملف النفط؟ أين أصبحت محاربة الفساد؟ أين أصبحت الحكومة وإنقاذ البلد؟أين أصبح ترسيم الحدود؟ شعارات طنانة ورنانة من زمرة حاكمة قوامها قطّاع طرق ولا طائل منها سوى السرقة والصفقات وإفراغ الخزينة تخنق البلد ونقاباته واتحاداته فأين الإتحاد العمالي العام وأين أصبح تهديده ووعيده للسلطة، هل هو الآخر مرتهن لها؟ لم يعد أحد يرغب بمساندة لبنان بسبب عهرهم،أما رجال الدين عندنا، تحولوا لتجار هيكل،

لم يلتفتوا لشعبهم وتركوه يستعطي على أبواب الجمعيات، لم يعد لكم مكاناً بين عباد الله ولم يعد لكم الحق أن تنبتوا بشفة بل استتروا من معاصيكم واذهبوا للصلاة عل تنفعون بشيء، خافوا من الرب بدل أن تخافوا على أموالكم وممتلكاتكم وسياراتكم الفارهة والله أعلم بما تخبئون في دهليز أثوابكم، لقد خذلتم أبناءكم وخذلتم الله،فاصمتوا ولا تتاجروا بكلام الله بعد اليوم، لقد شبعنا منكم ومن السلطة الحاكمة، كلاكما وجهان لعملة واحدة، والإعدام قليل بكم.
لقد أغرقتم لبنان في دوامة وجعلتم منه رقعة بالية على طاولة تسويات الدول بعد أن كان الكل يحسب لنا ألف حساب أصبحنا مجرد تفصيل صغير بين أميركا وإيران،الطمع والجشع أعمى قلوبكم وبصيرتكم فرهنتم الوطن والشعب على طاولة قمار المناصب والكراسي والأموال، يا عباد المال يا ساقطين حاضراً وتاريخاً ومستقبلاً.

لا يحق لكم بعد اليوم أن تتكلموا عن السيادة والإستقلال ولا عن حقوقنا،كان من الأفضل أن نبقى تحت وصاية أو تحت إحتلال أو إنتداب، اغتصبتم الوطن إلى العظام ولم نعد نميز بينكم، جميعكم فاسدون حتى النخاع، رؤساء وسياسيون ورجال دين ولبنان والشعب براء منكم، ندعو أن يأتي يومٌ تندثرون عنا وعن لبنان فننساكم في غياهب المنفى والسجون، أنتم من أركع لبنان وأنتم من قتل الشعب في ٤ آب وأنتم من يقهر الشعب كل يوم فيموت ألف ميتة حسرة على مستقبله وودائعه في المصارف وعلى صحته وعلى أولاده، فاذهبوا إلى مزابل التاريخ لأنكم جميعكم متواطئون علينا وجميعكم فاسدون.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى