استنفار شامل للمقاومة في الجنوب وسوريا… والعدو متهيّب

 

استنفار شامل للمقاومة في الجنوب وسوريا… والعدو متهيّب

علي ضاحي

يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالتين متتاليتين اليوم (الجمعة) والاحد لاستكمال الاطلالات الانتخابية والتي تخصص لاستكمال الورشة الانتخابية ولحث جمهور المقاومة والثنائي على التصويت بكثافة لخيار المقاومة «الحامي والباني». ووفق اوساط سياسية قريبة من حزب الله فإن تطورات الملف السوري من انتصار الغوطة الى «اكذوبة» دوما الكيميائية الى اعتداء مطار «تي فور» وصولاً الى تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشن عدوان «عقابي» على سوريا ومعه المانيا وبريطانيا وفرنسا وبعض دول الخليج ستفرض نفسها على خطاب السيد بالاضافة الى تطورات يوم الارض وانتفاضة غزة الجديدة وسقوط العديد من الشهداء على طريق تأكيد خيار المقاومة الشعبية.

وتقول الاوساط ان رغم كل التهويل والضجيج الاعلامي والسياسي والامني والعسكري الخارجي والاقليمي والداخلي اللبناني فإن قيادة المقاومة تتابع الامر وفق «الحجم الذي يستحقه» من دون ان تغرق في حسابات التخويف ولا الطمأنة. فحساب الحرب مساو لحساب عدمها في قاموس المقاومة.

فالجهوزية الحدودية في الجنوب لم تتوقف يوماً والاستنفار مستمر يومياً وقد يرتفع منسوبه او ينخفض وفق التطورات وتقدير الموقف. وهو اليوم في اعلى درجاته جنوباً وعلى طول الجبهة المفتوحة مع سوريا. والعدو الصهيوني يعرف ان اي اعتداء لن يمر من دون حساب واي تجاوز للخطوط الحمر انتحار، وهو جرب المقاومة في مناسبات كثيرة وآخرها في مزارع شبعا وهو متيقن ان المقاومة طويلة اليد وتمتلك الارادة لصده وردعه وعمليتا شبعا شاهدتان فأي مس بالمقاومة ومخزونها البشري والعسكري وقواعد تمركزها سيقابل برد قاس وموجع وعلى طول الجبهة المفتوحة مع العدو ومن ضمن المحور المتكامل الذي يضم سوريا وايران وروسيا واليمن والعراق وفلسطين.

وتشير الاوساط الى ان الموقف اللبناني الرسمي «مقبول» نسبياً وفيه الكثير من «الدبلوماسية» ويجب ان يكون هناك «طرف» لبناني يتحدث بخطاب «سياسي ودسبلوماسي» مع الخارج لضمان حضور لبنان فيه، وليس متوقعاً ان يكون اعلى من ذلك على اعتبار ان هناك انقساماً داخلياً حاداً داخل الحكومة والسلطة حول الملف السوري والعلاقة مع اميركا ودول الخليج وقد يكون الموقف «رمادياً» بعض الشيء، لكن من غير المسموح السكوت او القبول بأن يكون لبنان شاهد زور او متواطىء ضد سوريا وان يسمح بأن يكون مقراً ومستقراً لضرب سوريا والتآمر عليها وهذا خط احمر.

فالمطلوب ان يتحرك لبنان الرسمي لرفع شكوى ضد العدو وانتهاكاته المتمادية وان يستعد لمواجهتها سياسياً وداخلياً وعسكرياً وبالطرق التي تريدها الحكومة والسلطة مجتمعة. وتلفت الاوساط الى ان النأي بالنفس الذي يستعمل شماعة عند كل حدث مفصل يتعلق بسوريا ليس مقبولاً عندما تهدد سيادة لبنان وتنتهك اجواءه ويتعرض بلد شقيق لاعتداء من خلاله.

ولا تفصل الاوساط الاعتداء الصهيوني الاخير على مطار «تي فور» عن التهديدات اللاحقة له من اميركا وفرنسا وبريطانيا وما يفبرك عن هجوم «كيماوي» في دوما وهو امر تعتبره الاوساط فبركات سخيفة وحجة لشن عدوان ضد سوريا وجيشها وحلفاءها فليس من المنطق ان من ينتصر ويحسم المعركة ان يستخدم سلاح لا يخدمه ولم يستخدمه يوماً.

ووفق معطيات ميدانية وخبراء قادة عسكريون في محور المقاومة، تنقل الاوساط ان كل ما توفر من معطيات ومعلومات وتحركات يؤكد ان لا مصلحة لاي طرف وخصوصاً اميركا ومن معها ان يخوض في حرب مفتوحة وطويلة الامد في سوريا لانها ستكون مكلفة وباهظة الثمن والنتائج والعدو الصهيوني لن يحيد ويرتاح من الضربات. ومع توقع الاسوأ وفق المنطق العسكري تشير الاوساط الى احتمال ان يلجأ الرئيس الاميركي الى ضربات صاروخية محدودة ويعلن عنها قبل حدوثها كي تكون «الاضرار» محدودة. وكما جرى في مطار الشعيرات منذ عام تقريباً لحفظ «ماء الوجه» وللنزول «عن الشجرة» وخصوصاً مع بدء الاتصالات بين اميركا وروسيا وايران لاحتواء الموقف وتخفيف التصعيد الكبير.

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى