محاصرة المسؤولين في قصورهم وحده المدخل للتغيير وسيناريوهان ينتظران اللبنانيين في الأسابيع المقبلة
صدى وادي التيم – لبنانيات/
كل شيء في لبنان بات ينذر بـ”الأسوأ”، فالانفجار الاجتماعي تزيد معالمه يوماً بعد يوم، سواء عبر تزايد السرقات والجرائم، أو عبر “تقاتل” اللبنانيين على “علبة حليب” لأطفالهم، و”ما خفي كان أعظم”!
وفيما تجمع تقارير أمنية على أن الانفجار الأمني بات وشيكاً، فإن هذا الانفجار على خطورته، قد يكون نتيجة طبيعية لتهديد آخر يواجه اللبنانيين اليوم، ألا وهو الأمن الغذائي.
وإذا كان سعر ربطة الخبز اليوم أصبح ضعف سعرها في السابق، فقد ترافق رفع سعر ربطة الخبز، “لقمة الفقير”، مع تخفيض وزارة الاقتصاد للائحة المواد المدعومة، والتي من المفترض أن يطال تقليصها الفقراء أيضا.
وسياسة الدعم على أي حال، أثبتت فشلها أمام تهريب هذه السلع أو تخزينها. أما استنزاف احتياطي مصرف لبنان ما يهدد قدرة لبنان على استيراد السلع، فلا يزيد الأزمة إلا تعقيدا، وسط غياب عامل الثقة، الذي يحتاج لحل سياسي غير متوفر بعد، وهو حل لا بد له من أن يستتبع بقرارات إصلاحية.
وقد إنضم لبنان اليوم وفق منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمية، إلى لائحةٍ تضم اليمن وسوريا والصومال، على أنه من دول المهددة مواطنيها بإنعدام الأمن الغذائي.
في المقابل، لجأ اللبنانيون اليوم لأسلوب احتجاجي جديد، فأعلنوا “مقاطعة البيض والدجاج”، علهم يضغطون على التجار، فيخفضون بدورهم أسعار هذه السلع.
وعن المقاطعة كأسلوب للضغط، يقول رئيس جمعية المستهلك زهير برو في حديث لـ”vdlnews”، أن “هذا الأسلوب استخدمناه مرتين خلال 22 عاما في الجمعية، و”هي خطوة نلجأ إليها عندما تكون فعالة”، لكن “تأثيرها في السوق اليوم يكاد يكون صفر بالمئة، أي أنها غير مجدية”.
وعلى الرغم من أن وسائل الضغط “جيدة” بشكل عام، لكن “المشكلة ليست هنا”، إذ “لم يعد بإمكاننا معالجة التفاصيل”. في المقابل، يرى برو أنه “يجب الذهاب لمعالجة الجذور الرئيسية للمشكلة”.
وأمام “بلد ينهار، واقتصاد ينهار، وقضاء ينهار…”، يدعو برو الناس “لتستحصل على حقها بيدها، وتحاصر قصور ملوك الطوائف”. إذ أن المعالجات الجزئية برأيه “لم تعد تنفع أمام الانهيار الشامل، فالجوع يضرب نسبة عالية من اللبنانيين، وما تقرير منظمة الفاو إلا دليل على ذلك”.
وعن توصيات جمعية المستهلك للمعنيين، يقول “منذ 22 سنة ونحن نقدم الاقتراحات، لقد فات الأوان عليها”. وهنا، يشدد برو على أنه “حان الوقت لتغيير جذري، سيما وأن المعالجات الجزئية تستنزف طاقات الناس”.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، يقول برو، كاشفاً سيناريوهان ينتظران اللبنانيين. والسيناريو الأول هو “أن تهاجم الناس قصور ملوك الطوائف وتضعهم في الإقامة الجبرية بانتظار صحوة القضاء والمحاسبة”، أما السيناريو الثاني فهو “تقاتل الناس فيما بينهم واتجاههم للفوضى”.
ويضيف ردا على سؤال حول ما إذا كانت الفوضى آتية لا محال في حال لم يتحقق السيناريو الأول “بكرا منشوف”، مستشهدا ب”استقالة الطبقة السياسية من دورها بالكامل وكذلك القضاء”، و”انعكاس هذه الاستقالة على الجميع، فالكل أصابه اليأس بمن فيهم القوى الأمنية”.
ويختصر برو المشهد بالقول” محاصرة المسؤولين في قصورهم وحده المدخل للتغيير، أما محاولة لجم الاسعار وإبقاء الدعم، فمضيعة للوقت، فالوضع بات أكبر بكثير من حلول كهذه”.
فتات عياد -vdlnews