حكومة… أو الإنفجار الكبير

 

صدى وادي التيم – لبنانيات/

تركّزت التساؤلات في نهاية الأسبوع الماضي، على تردّدات لقاء رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مع رئيس الجمهورية ميشال عون، على العلاقة مع الرئيس المكلّف سعد الحريري.

لا سيما وأن التركيز انصبّ على مسار هذا الجو، ومن هنا، تنقل الدوائر الضيقة المحيطة ببيت الوسط، بأن هناك استياءً واضحاً من الحريري على الخطوة الجنبلاطية، والتي جاءت مفاجئة، وفي توقيت يعطي رئيس الجمهورية دعماً وتشبّثاً في مطالبه وشروطه، ويصبّ في خانة إعادة تعويمه، في ظل ما تعانيه الرئاسة الأولى من وضعية لا تُحسَد عليها في هذه الظروف.

إضافة إلى أن الحلفاء الآخرين لرئيس الإشتراكي، أكان على صعيد “القوات اللبنانية” أو حزب الكتائب أو سواهم، والذين استهجنوا هذه الخطوة، وحيث قد تكون “القوات” أبرز من تفهّمها وقرأها، وهذا ما عبّر عنه نائب “القوات” أنيس نصار، كونه يدرك خصوصية الجبل واستقراره والظروف المحيطة به.

وفي السياق، اعتبر البعض أن زيارة جنبلاط إلى بعبدا، قد تكون محطة قرأها زعيم المختارة بأن هناك حكومة في المدى القريب، وأنه قام بخطوة استباقية ليقطع الطريق على الذين يشكّكون بموقفه، لا سيما أنه ومنذ أسابيع دعا لهذه التسوية وقال أن لا مشكلة لديه في أن تكون الحكومة أكثر من 18 وزيراً.

إنما، ومن خلال المعلومات التي أفضى بها أحد السياسيين المخضرمين والمتواجد في الخارج، تؤكد صعوبة التأليف، وبالتالي، أن مهمة الحريري باتت معقّدة أكثر من أي وقت مضى، وأنه يعقد في بيت الوسط سلسلة اجتماعات مع المقرّبين منه، وحيث عُلم أن رؤساء الحكومات السابقين، وبعد اجتماعهم الأخير، ثمة أجواء تؤكد بأنهم يتّجهون لنصح الحريري بالإعتذار.

وإذا احتاج الأمر لعقد مؤتمر صحافي يشرح فيه كل ما واكب عملية التشكيل من عراقيل، وأمور كثيرة لا زالت طي الكتمان، وإلا فإن الأوضاع ستتّجه إلى تعقيدات أكثر، ولن تكون الأمور لصالحه في هذه المرحلة، إن على مستوى الإستحقاقات القادمة، أو على صعيد بيئته الحاضنة، وصولاً إلى ما يجري في المنطقة، وتحديداً حرب اليمن واستهداف المملكة العربية السعودية يومياً بصواريخ بالستية، ما سيشكّل له إرباكاً على صعيد السياسة الخارجية للحكومة.

وبالتالي، ليس بمقدوره أن يتحمّل تبعات ذلك في مثل هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة، تالياً يؤكد هؤلاء الرؤساء، بأنه ومن خلال لقاءاتهم بالسفراء العرب، ولا سيما الخليجيين منهم، وصولاً إلى الإتصالات مع الدول المانحة، فإن هؤلاء ألمحوا إلى صعوبة دعمهم للحكومة العتيدة، في حال تشكّلت، لجملة اعتبارت سياسية، وبسبب العقوبات الدولية الموضوعة على بعض الأطراف المشاركة بها.

كذلك نظراً لتهاوي الإقتصاد العالمي. وهذا ما يزيد الطين بلّة على صعيد مستقبل رئيس “التيار الأزرق” من خلال هذه الأوضاع.

ويبقى وفق المتابعين، أن ما يجري اليوم، ومن خلال معلومات موثوقة، حصول اجتماعات على خط بعبدا بين الفريق المقرّب لرئيس الجمهورية لدرس السيناريوهات التي يمكن اعتمادها في حال لم تُشكّل حكومة، أو أقدم الحريري على الإعتذار، والأمر عينه على خط بيت الوسط، حيث هناك لقاءات مكثّفة، وبالمحصلة، كل هذه الأمور ستتبلور خلال اليومين المقبلين، حيث تعرف ماهية ونتائج هذه الإتصالات.

ربطاً بحراك يجري مع بعض​ الدول المعنية بالملف اللبناني، وتحديداً باريس وموسكو حيث خطوطهم مفتوحة مع الرؤساء وبعض القيادات السياسية، ولكن المؤكد أن هناك إحجام عن التأليف في حال لم تحصل معجزة لإنقاذ الوضع المأزوم قبل الإنفجار الكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!