“الوطني الحرّ” خارج لائحة أرسلان – وهاب في الشوف وعاليه؟

صدى وادي التيم – لبنانيات /

هل تؤدي الحسابات الانتخابية في دائرة عاليه – الشوف الى خوض طلال ارسلان ووئام وهاب وحلفائهم المعركة الانتخابية بشكل مستقل عن التيار الوطني الحر؟ هذه المعادلة الراجحة حتى الآن، حسب مصادر قريبة من الطرفين، ستنتج لائحة للتيار الوطني الحر، واخرى لتحالف ارسلان ووهاب، وتبرر هذه القوى الانقسام لدواع انتخابية، كونه يؤمن ٣ حواصل للائحة ارسلان ووهاب حسب مصادرها، وحاصلان للائحة التيار الوطني الحر.

هذا التوجه بات محسوما رغم المخاطرة الكبيرة، لكنه سيفتح دائرة عاليه – الشوف على معركة قاسية من دون محرّمات درزية – درزية ومسيحية – مسيحية، وستشهد الساحة الدرزية معركة «كسر عظم» انتخابية ستؤدي حتما الى تجاوز الخطوط الحمراء وسقوط المعادلة التي سادت منذ انتخابات 1992، لجهة التمسك الجنبلاطي بحفظ مقعد طلال ارسلان والبيت الارسلاني في المعادلة السياسية مهما كان الثمن، باستثناء انتخابات 2006 حين استجاب جنبلاط لتمنيات بهية الحريري بإبعاد ارسلان، ردا على وصفه للشهيد رفيق الحريري «بركيل قريطم» قبل استشهاده، كما ان الحلف الرباعي يومها بين  ا ل ح ز ب  و»امل» و»القوات اللبنانية» و»المستقبل» اطاح بارسلان تحت شعار حلفائه «اسقاط الفتنة».

وتؤكد مصادر متابعة للتطورات في دائرة عاليه – الشوف، ان مسار التحضيرات الانتخابية يؤشر الى ان المنافسة ستكون بين ٤ او ٥ لوائح، مع تسريبات الفريقين الدرزيين

ان المعارك الانتخابية ستكون قاسية بينهما في كل الدوائر التي يتواجد فيها نوابا دروز في بيروت وحاصبيا والبقاع الغربي وبعبدا، بالإضافة الى عاليه والشوف، وهذا لا يعني اقفال الابواب امام التسويات لإبعاد الدروز عن «شرب الكاس المرة» ولعبة الامم، خصوصا ان دائرة عاليه – الشوف يتواجد فيها الثقل التاريخي للدروز واقطابهم جنبلاط وارسلان، واي معركة سيكون لها تداعياتها السلبية على الوضع الدرزي العام في لبنان وسوريا وفلسطين…

وتسأل المصادر المتابعة، في ظل الانقسام بين ارسلان ووهاب وباسيل، اين سيصب الصوت الشيعي الحاسم وتحديدا اصوات ا ل ح ز ب ؟ وكيف سيوزع اصواته؟ وهل تلقى ارسلان ووهاب اشارة من الرئيس بري بدعمهما إذا خاضا الانتخابات بشكل مستقل عن باسيل او بالحد الادنى توزيع اصواته بيتهم وبين جنبلاط؟ لان بري ،حسب المعلومات، ابلغ موفدي «الاشتراكي» ان اصوات «امل» لن « تجيّر» لأي لائحة تضم «القوات اللبنانية»، لكنه اوحى بالقول «بعد بكير على الحسم»؟ هذا بالإضافة الى ان عدم تحالف ارسلان ووهاب مع باسيل قد «يدغدغ «جمهور سعد الحريري القوي والحاسم في اقليم الخروب، والرافض للتصويت الى «القوات»، نتيجة القناعة «المغروسة» عند جمهور «المستقبل» ان ما اصاب الحريري في الرياض «الفضل فيه» لسمير جعجع، وبصماته الواضحة من خلال التقارير لمحمد بن سلمان عن الحريري واعماله المنصبة لصالح ا ل ح ز ب ، في حين تؤكد مصادر اخرى ان انكفاء الحريري سيكون لصالح لائحة جنبلاط في «الحاصل»، اما الصوت التفضيلي سيذهب لمروان حمادة، وعندها ستكون للمعركة حسابات مختلفة عند البيت الجنبلاطي.

وفي المعلومات ايضا، ان الصوت الشيعي يتحكم بمصير اكثر من نائب درزي، واذا قرر ارسلان خوض المعركة البيروتية، عندها سيقفل جنبلاط لائحته في عاليه بمرشحين درزيين قادران على المواجهة، وستقع معركة درزية – درزية بطعم مختلف، وما «يغري» ارسلان، ان جنبلاط غير قادر على توزيع اصواته التفضيلية في عاليه على اكرم شهيب والمرشح الدرزي الثاني والمرشح الارثودكسي، ومن رابع المستحيلات في هذه الحالة ان يتكمن جنبلاط من اسقاط ارسلان، الا اذا توزعت اصوات الثنائي الشيعي بين اللوائح، وهذا ممكن في ظل العلاقة بين بري وجنبلاط والتي ترجمت في الانتخابات الماضية، ويبقى ارسلان ايضا بحاجة للقوميين الفاعلين الذين لهم حضورهم المميز في الوسط الدرزي وفي كل الطوائف والمناطق الجبلية.

وفي المعلومات ايضا، ان المجتمع المدني دخل الى معادلة الشوف – عاليه كلاعب اساسي، ونال خلال انتخابات 2018 اعلى نسبة حضور في المناطق الدرزية، تقدر بـ 8 آلاف صوت درزي، ولو توحد هذا المجتمع لفاز بمقعد نيابي في عاليه او الشوف، وهذه المعادلة الجديدة لا يمكن القفز فوقها درزيا، وما يعزز احتمال الخرق تقاطع احصاءات مراكز الدراسات في ٨ و 14 على تقدم المجتمع المدني في عاليه والشوف وتراجع القوى الاساسية في المنطقة. علما ان المجتمع المدني يكثف اجتماعاته لخوض معركته بلائحة موحدة عن جنبلاط وارسلان، وهناك عامل اضافي يقرر مصير المعركة وهو الصوت الاغترابي مع تسجيل ٢٥ الف مغترب للاقتراع في هذه الدائرة معظمهم من المسيحيين مع 6 آلاف ناخب درزي واقلية سنية.

اما في دوائر البقاع الغربي وحاصبيا والمتن الاعلى، فان المقعد الدرزي محسوم للنائب الاشتراكي الحالي هادي ابو الحسن نتيجة قوة وليد جنبلاط» باريحية» في هذه الدائرة . وفي البقاع الغربي، فان المعركة الانتخابية ليست سهلة او نزهة على النائب الاشتراكي وائل ابو فاعور رغم تفوقه درزيا، وهذا لا يقلل من حضور المعارضين الدروز، واذا استطاعوا توحيد صفوفهم وصب الصوت الشيعي التفضيلي القوي ل ل ح ز ب  للمرشح الدرزي من 8 آذار، فان معركة ابو فاعور تصبح صعبة جدا. وفي حاصبيا، فان المقعد الدرزي يحظى بلمسات بري اولا واخيرا، فهل يسمي انور الخليل مجددا؟ الامر متروك لبري بالتشاور مع جنبلاط وربما ارسلان والتوافق على مرشح يرضي الجميع، ويقول بري ايضا «بعد بكير».

وحسب مصادر متابعة ان بري لن «يزعّل» جنبلاط في اواخر حياته السياسية، وهما لم يفترقا منذ 6 شباط 1984، رغم المحطات الصعبة بينهما، لكن التحالف كان يتقدم دائما مدموغا بصداقة متينة، وكل من يعرف جنبلاط جيدا يعرف مدى القلق الذي ينتابه اذا اصيب بري «بلفحة هوا» باردة او ساخنة، وهما في النهاية يكمّلان بعضهما البعض ولن يفترقا، وهذا ما يقلق المعارضة الدرزية؟

رضوان الذيب – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى