هذه المعركة كانت الأخيرة: وعد النقّاش بالانتصار تهاوى أمس… بقلم سميرة الناصر

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

” ونخرج من هذه الأزمة الكورونا ومن الأزمات الإقتصادية و الى نصر جديد ان شاء الله كما نحن موعودون حتما” بهذه الكلمات اختتم أنيس المناضلين نقاشه المتلفز, كان موعودا بالخروج من أزماتنا الراهنة أيضا, بقلب كله أمل بنصر جديد,قلب لم يسعفه للخروج من المعركة الأخيرة فشاء ان يستريح من نضاله الذي إستمر لنحو السبعين عاما, سبعون عاما لم يتناهى بها عن نشر مواقفه بالأحداث الإقليمية و العالمية تلك التي لم تنجح بأن تغلب عزمه, أو تكف من عزيمته, إستطاع أن يقوم الفيروس البارحة بما لم يقم به سجن و اعتقالات.

عرف النقاش مناضلا عربيا, بدأ صاحب الكوفية مسيرته بإلتحاقه صفوف حركة فتح عام 1968 وتسلم فيها مناصب قيادية, إنضم الى العمل الطلابي و العمل التنظيمي اللبناني,و كان له دور كبير في التنسيق بين قيادتي ال ث و ر ة الفلسطينية و ال ث و ر ة الإيرانية, كما تولى بعض المسؤوليات الأمنية في الأراضي المحتلة و لبنان و أوروبا.

يسجل له أنه أول من نظم التشكيلات ا ل م ق ا و م ة في جنوب لبنان بعد الإحتلال الإسرائيلي عام 1978,عاصر أسرار و خفايا الحرب الأهلية اللبنانية وكشف أسرارها,سُجن عشر سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شابور بختيار في باريس وأفرج عنه عام 1990.

نسبت اليه العديد من العمليات الأمنية منها ما كان جدليا حتى مع نفيه له كنسب محاولة إغتيال رئيس النفط السعودي وهو ما علق عليه النقاش قائلا :” في الواقع أنا أعتبر اليوم أن هذه الحادثة التي ما ينفك الناس يتحدثون عنها وكأن الأمر يتعلق بعمل بطولي، أنظر لها على أنها عمل غبي قام به هواة في السياسة لا يفقهون ما يحيط بهم من رهانات” على أنه عمل من تنفيذه بالاشتراك مع كارلوس او ايليتش راميريز سانشيز.

كانت مواقفه واضحة جدا في الدفاع عن القضية الفلسطينية و الربيع العربي, الذي اعتبره اختراع مخابر للاستهلاك الإعلامي من الغرب اي أن الغرب يسعى لأنظمة ما بعد الديمقراطية معربا أن العرب سوف يتأكدون من زيف هذه الثورات. كان دائم القلق على التيار الإسلامي في الواقع الحالي و التاريخ المعاصرمعتبرا انه في “مأزق”.

لم يكن النقاش صاحب شهادات عليا لكنه كان صاحب كلمة صائبة و طرح فكري , هو لم يكن أكاديميا إلا أنه امتلك من الخبرة و القراءات التي قام بها داخل السجن على مدة عشر سنوات ما جعله يقدم معلومات حقيقية و تحقيق منطقي علمي.

رحل النقاش تاركا خلفه مواقف بدأت بالجنوب ولم تتوقف عملياتها في أوروبا, رحل الثائر العربي, المناضل اللبناني, المفكر و المحلل السياسي الإقليمي تاركا مواقف صحت حتى رحيله ,على الأقل, رحل ودمشق وتلاتزال الرقم الصعب أمام محاولات الزعزعة, والحلوسية و الدارالبيضاء وما بينهما منتفضتان. رحل ولبنان مازال ينتظر أن تتحول حرب الدولار على الجميع إلى حرب الجميع على الدولار.

سميرة الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى