أخطر من فيروس كورونا على الوطن…أهل السياسة اللبنانية – بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

في دهاليز السياسة اللبنانية على ما يبدو دهاليز خفية أخرى لم تُسبر أغوارها بعد، فالتحقيق في إنفجار مرفأ بيروت قارب الستة أشهر بعد أن كان سيأخذ بضعة أيام يوم كان الدم حامياً، هذا الإنفجار الجريمة الذي تولّى التحقيق به قاضي التحقيق العدلي فادي صوان، ومنذ اللحظة الأولى بدأنا نعد الأيام والأسابيع والأشهر وما زلنا.
٢١٠ من القتلى وأكثر من ٦ آلاف جريح و٣٠٠ ألف مشرد و٦٣ ألف وحدة سكنية متضررة أو مهدمة، بينها منزل القاضي صوان المديون للبنوك أصلاً مما أثار “الفضحية” بعد… ستة أشهر.
في لبنان نطالب بقضاء مستقل وتحقيق سري وما أن يحاول القاضي أن يقوم بواجبه الوطني الذي ربما سيمس أهل السياسة حتى تقوم القيامة ويصبح عمله فيه “ريبة” و مشكوك بأمره، وإن كان في طريقة التعاطي مع هذا الملف المعقد بعض الأخطاء أو الهفوات،فلا يجب أن يتم التعاطي مع القضاء بهذا الاسلوب الرخيص وهذه الطريقة الروتينية في الإلتفاف على القضاء في كل مرة لا تُسهم سوى في ضرب هيبة القضاء وربما إن أحدث هذا الملف فشلاً فسيقضي على القضاء كلياً.
ما كان ينقص القاضي صوان إلا أن يتهموه بتفجير المرفأ وبيروت على رأس من فيها ويحيلوه للتحقيق،ونحن هنا لسنا بمعرض الدفاع عن القاضي صوان ولكننا نريد تسليط الضوء على منهجية التعاطي مع القضاء التي لا تبث سوى رسالة عنوانها الكبير إما أن يكون القضاء مطية للسياسة ومطواعاً بيدها أو يتم التشهير وزج القضاء في التواءات لا تُحصى.
الرسالة اليوم هي بأنه عندما يمس القاضي بتحقيقه وحفاظه على سرية التحقيق أهل السياسة سيخرجوا عليه شياطينهم من كل حدب وصوب.
هنا، نتساءل، لماذا الخوف من القاضي إن كنتم نظيفي الكف ولمصلحة من هذا التسويف الجديد والمماطلة التي لا يستفيد منها إلا من يريد عرقلة التحقيق وطمس الملف عبر الزمن وخدمة كارتيلات شركات التأمين التي إلى الآن لم تدفع فلساً للتعويض في بيروت.فالقاضي فادي العريضي قد فنّد في ٢٣ صفحة مخالفته لقرار تنحية صوان، فهل من أحد يظن أنه بتغيير القاضي أفلن يجدوا له حفرة جديدة كي يطير التحقيق، الأيام ستخبرنا جميعاً. قد يستطيع أهل السياسة أن يرّكبوا الدستور بما تشتهيه أنفسهم ويزرعون الريبة حيثما شاؤوا ويشككون في حياد القاضي الممتهن والمتخصص في مجاله، وقد يستطيعون تحطيم القضاة النزيهين الذين يشكلون أعمدة القضاء، صحيح أن قضائنا ليس بناجع لكن لدينا قضاة مهمون وباستطاعتهم أن يجعلوا من لبنان مرجعاً قضائياً لكل الشرق.
أيديكم أيها السياسيون ملعونة ووسخة، أينما حلت حل الخراب، كفوا أيديكم عن القضاء كي ولو لمرة واحدة نصل إلى نتيجة في مئات الجرائم التي تُرتكب بحق لبنان، كفوا أيديكم عن كل شيء، لا نريد بعد الآن أن نصدّر شبابنا وعقولنا إلى الخارج من يأسهم منكم، ولولا سرقاتكم الموصوفة لكان لبنان مصرف الشرق بأكمله، لكن برعونتكم وتفاهتكم أوصلتمونا إلى جهنم،لكن خسئتم،سنعود رغماً عن أنوفكم ومكانكم أنتم هو الجحيم وبئس المصير، كفوا أيديكم أيضاً في هذه اللحظات الحرجة عن الصحة واتركوا أطباء لبنان والجسم الطبي الناجحين والمتألقين يعملون كي يخرجونا من هذه الجائحة،لبنان يجب أن يعود مستشفى الشرق من جديد، فأنتم أخطر من فيروس كورونا عليه.

ميشال جبور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!