لبناننا لليوم و الغد بقلم فرح نسيب نصر
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
بقايا أمالنا مزروعة من الجذور في كل شبرٍ من هذه الارض
روحنا كالشمس لا تغيب إلا لتشرق من جديد
نحن كزبد البحر وموجه نموت ونحيا و في كل موت يتجدد خلودنا الأبدي
في كل موت يولد صمودنا و صبرنا
لكنه يولد قيصرياً من شدة الصعاب
نحن كالبرق نلمع في أحلك الليالي و أقسى الساعات
فلا يخطفنا ظلام و لا يسترنا ضلال
هكذا نمضي في هذا الوطن
نموت و نحيا في صمت و حزن و فرح
في وطن جريح حزين بقدر جماله
يحدث أن تمر بنا الأيام من دون أن نمر بها كفكرة صامتة مغلفة بالغفلة عارية من الإدراك..
يحدث أن تمر بنا الأيام و لا نمر بها فيقطع الوقت دروب الأيام من دون أن يرمي حتى بسلام أو تحية على الذاكرة
من دون حتى أن يرمي حضورنا بفُتات من الكرامة
فتات بسيط عله يغذي و يشبع جوف أحلامنا الصابرة
أحلامنا الصابرة في شوك هذا الوطن
حتى جعلونا نؤمن أن الحُلم فعل إنتحار أو جنون
فعل خيانة أو عمالة
حتى أصبحنا شعوب نتاجر بالحاضر و المستقبل
لكي رغم أنف الجميع حتى عملتنا
أصبحنا شعوب تخاف الحُلم و تهرب خجل من خيالها
شعوب تبحث عن ملجأ لتتنفس و تنسى قاتلها كي لا تختنق
لقد حاولوا مرارًا أن يقتلوا أسمى أفعال الوجود وهو الحُلم
و ما الانسان بلا حلم إلا رماد تجارب و هيكل عظام بلا لذة بحديثه ولا رغد بعيشه
الإنسان بلا حلم كقطعة أثاث مثقلة بالهموم تُنقل و تدور العالم من دون هوية
لذا ما علينا إلا أن نحارب بالحُلم روحًا و جسدًا وأن نعمل لأجله الكثير إلى حين أن يغدو حقيقيًا في وطن يليق بنا.
فرح نسيب نصر