“كورونا” يُصيب قطع السيارات…لا الميكانيكي!

 

صدى وادي التيم – لبنانيات/

خرق أصحاب محلات قطع السيارات قرار الإقفال، قرّروا فتح محالهم، والتذاكي العلني على قرار الدولة، فبالرغم من عدم شمولهم بالإستثناءات، فتحوا أبواب محالهم فيما أغلقت المصالح الاخرى، باعتبار أنّ نهار الجمعة عطلة. لم يكتفوا بالفتح علناً، بل جاهروا بعدم الإلتزام بمعايير الوقاية. أمام أحد المحال عند مرج حاروف جلس علي يدخّن نرجيلته فيما تحلّق حوله عدّة شبان، كل واحد يدخّن سيجارة، ويتلهّون بهواتفهم، بعضهم نشر صوره، والبعض تباهى بخرقه التعبئة، في ظلّ غياب دوريات القوى الأمنية التي، إن حضرت، فلبعض الوقت.

يرفض صاحب أحد المحال إغلاقه، “ليش بدّي سكّر، “كورونا” يصيب القطع ولا يصيب الميكانيكي”. حالة استياء تخيّم على من يعملون في هذه المصلحة، كانوا يفضّلون إقفال البلد دفعة واحدة بلا استثناءات. لا يُخفي محمد خوفه من تسلّل الوباء الى جسده أو جسد أحد من عمّاله، لكنّه يقول: “إذا ما اشتغلنا ما مناكل”.

يوسف يفضّل العمل، فهو عامل يومي داخل إحدى المصالح، إن توقّف يوماً يخسر يوميته، جازماً بأنّه لو كان لدينا دولة تحترم شعبها وتدعمه كنّا التزمنا بالإقفال، ولكن ما نراه مزيداً من الضغط علينا لنموت ونحن أحياء.

داخل المدينة الصناعية في حاروف، معظم محال قطع السيارات والعدّة الصناعية فتحت أبوابها، على قاعدة “بدنا نعيش”، يتسلّح الجميع بحجّة الوضع المعيشي الصعب، وغاب عن بالهم أنّ الوضع الصحّي بخطر، فزحمة الوافدين الى طوارئ مستشفى نبيه بري الجامعي تؤكّد المؤكّد “كورونا” تفشّى بسرعة كبيرة، إذ أشارت المعلومات الى أنّ معظم فحوصات الـpcr التي أجريت الخميس كلّها إيجابية. وبحسب مدير المستشفى الدكتور حسن وزنه فإنّ قسم طوارئ “كورونا” يستقبل المصابين من مختلف القرى، ويسجّل حضورهم ليلاً لإجراء “سكانر” وفحوصات ودخول مستشفى، والامر الذي بات يؤرق الجميع بحسبه “سرعة التفشّي بين الصغار والكبار”. وبالرغم من تأكيده أنّ “المستشفى ما زال قادراً على استيعاب مصابين في اعتبار أنّ قسم الطوارئ يضمّ 7 غرف يمكن للمصاب الإنتظار داخلها ريثما تفرغ غرفة، الا أنّه يشدّد على ضرورة الوعي والمسؤولية المجتمعية، لأنّ المواطن إن لم يساعد الطاقم الطبّي والتمريضي، حينها سيكون السيناريو الإيطالي ينتظرنا”.

لم يعد مستغرباً إستخفاف الناس بالوباء، فهناك من يصرّ على اعتباره رشحاً موسمياً وأنّ لا داعي للهلع والحجر “يكفي كوب زهورات وحبة بنادول”. ولكن الواقع مختلف، لن يؤتي الإقفال نتيجته المرجوة، فكلّ المؤشرات تؤكّد أنه فاشل بالتطبيق والالتزام، فالناس وبالرغم من الإقفال خرجت للتسوّق، وشهدت المتاجر الغذائية زحمة، فالحجر، وِفق سهى له أصوله “يحتاج مقرمشات ومأكولات للتسلية”. ويرى أبو حسن القهوجي ان الامر لا يتطلب اقفالاً بقدر ما يتطلب مسؤولية. يجول على خط حاروف زبدين النبطية بقهوته العربية، يؤكد أن الناس ملت من لعبة ” فتح البلد وتسكير البلد”، والحلّ بالإقفال الشامل.

يكفي مراقبة العمال من دون كمّامة وسط تجمّعات للتأكّد أن “كورونا” في وادٍ والناس في وادٍ آخر.

رمال جوني – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!