عن أي عيد نتكلم هذا العام … بقلم أنجي عطالله
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
اعتقد اللبنانيون أن ٢٠٢٠ ستكون مميزة مثل تميّز أرقامها بكل ما فيها من أيام و أوقات وأعياد وبالفعل جاء هذا العام مميّز ولكن بمصاعبه وسلبياته ومصائبه.
بدأ العام مع إزدياد تداعيات ثورة 17 تشرين الأول ٢٠١٩ وانهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع صرف الدولاد وانهيار الليرة ومن ثم تعثّر تأليف الحكومة والفساد السياسي وآخرها فيروس كورونا بالاضافة الى انفجار قلب لبنان، انفجار العاصمة بيروت والدمار الذي حل فيها، وكل ذلك كان عناوين كبيرة تحمل في طياتها تفاصيل و مصاعب و مصائب حلّت كلّها على لبنان و اللبنانيين أجمعين على كامل الأراضي اللبنانية.
يعيش اللبنانيين هذا العام أجواء عيدي الميلاد و رأس السنة بخوف من الظروف و الوضع الاقتصادي الرديء الذي تزامن مع غياب الحكومة و الامن و الاستقرار فيمكننا القول أن عيد الميلاد في لبنان ليس سعيدا هذا العام. كما أن فيروس كورونا فرض علينا التباعد الاجتماعي وسادت حالة من فتور العلاقات، وزيارات المعايدة، والطقوس والصلوات الجماعية فأي عيد سيكون على اللبنانيين وأي عيد سيطلب به أن يعاد كما يقولون “ينعاد عليكم”؟ هل هو عيد ذلك القائم على التباعد و الخوف والقلق و على غياب الزينة والفرح وغياب البهجة؟ هل هو عيد ذلك الذي غابت عنه جمعة العائلة والأقارب والأحباب والأصحاب أم غابت عنه الاحتفالات؟ هل هو عيد والكثير من العائلات دون مأوى أو فقدت عزيز في انفجار المرفأ؟ عن أي عيد نتكلم هذا العام؟
الكثير من العائلات اجبرت على الاستغناء عن بعض العادات التي كانوا يتبعونها خلال العيد هذا العام ، مثل الاستغناء عن الشجرة والمغارة والزينة والاحتفالات كذلك شراء الهدايا.
حتى بابا نويل فرحة الاطفال و بهجة قلوبهم لن يأتي هذا العام بسبب ارتفاع اسعار الالعاب و الثياب و الهدايا من جهة وبسبب فيروس كورونا من جهة أخرى.
في هذه الأوضاع الجميع خاسر فاصحاب المحال التجارية خاسرون ، بضائعهم تتكدس ولا اقبال على الشراء و قيم الشراء أصبحت باهظة والمواطن او ما يسمى بالمستهلك خاسر ايضاً لانه مضطر على التخلي عن العديد من مشترياته لنفس السبب الاقتصادي السيئ.
ولكنّ يبقى جوهر عيد الميلاد وعلى الرغم من كل شيء، في إنتظار ولادة السيد المسيح المخلص، والصلوات في هذا العيد المجيد .
تحقيق : أنجي عطالله