في ذكرى استشهاد الشاعر كمال خير بك
صدى وادي التيم – لبنانيات/
في ذكرى استشهاد الشاعر كمال خير بك كتبت #ماي_الزغبي على صفحتها :
استَنْفَرَ القوميون الاجتماعيون أو استُنفِروا لا فرق، فالذي حدث قد حدث، واستشهد أمينان وصبية في لحظة واحدة، وبات الهم كيف نلملم الجراح، وأين يدفن الشهداء.
بشير الذي اعتاد قرع أجراس كنائس بيت شباب عند استشهاد أي قومي اجتماعي، “منع الكتائب يوم إعلان خبر استشهاده قرع جرس أي كنيسة في بلدته حزناً عليه، ومنع أهله من دفنه في مدافن العائلة. حتى ناهية، وأعمامها كتائبيون، اشْتُرِطَ أن تدفن وحيدة ومن دون جناز أو إقامة صلاة عن روحها.” 1
الأمين الدكتور كمال خير بك، والأديب والشاعر ابن القرداحة، اشترطَ عرض رئاسي شامي “أن ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه بصمت، وبمرافقة عشرين من أفراد العائلة فقط، على أن تزود السلطات مسبقاً بأسماء الحضور، وأن لا يقام احتفال تأبيني ولا تلقى كلمات رثاء.” 2
هذه الشروط حتمت دفن الشهداء في “المنطقة الوطنية”. يقول الدكتور سمير صباغ: “صباح يوم الدفن حضر إلى منزلي باكراً كل من حسين القوتلي من دار الفتوى والشيخ خليل الميس، ونقلا لي كلاماً، أنه مراعاة للخواطر (خواطر المسلمين) من غير المسموح دفن مسيحيين في مقابر الشهداء، ولماذا لا يدفن بشير وابنة أخته في بلدتهم، وسأل الميس: والثالث من أي طائفة؟ أخبرته أنه علوي من سوريا فرفض رفضاً قاطعاً، وقال من المستحيل دفن علوي عندنا.”
“كما علمت أن ابراهيم (قليلات) اتصل ب “أبو عمار” من الجزائر رافضاً دفنهم في مدافن بيروت، فهؤلاء قوميون غرباء، حسب رأيه، عندها اقترحنا مقبرة الفلسطينيين فرفض أيضاً، وبعدها دبرها أبو عمار وقال في مار الياس بطينا (وهذا طبعاً لم يحدث). ودفنوا فيما بعد في مقبرة الشهداء الفلسطينيين.” 3
كما تذكر خزامى قاصوف أن: “علي خير بك حمل برقية تعزية من الرئيس حافظ الأسد وفيها أن كمال ابن القرداحة وسيدفن في بلدته، على أن يُلْتَزمْ بالشروط، رفضت عرض دفن كمال في القرداحة بهذه الطريقة، واستنكرت هذا الطلب، لأن أهلي وحدهم أكثر من عشرين شخصاً، وهذا كمال خير بك المناضل الكبير هل يعقل هذا الطلب؟ وفي هذه الأثناء دخل أبو عمار معزياً، (وهو على خلاف مع حافظ الأسد)، فتقدمت منه وجلست إلى جانبه وأخبرته أن كمال طالما أوصى أن يدفن إلى جانب فؤاد الشمالي في مدافن الشهداء، فقال لها الآن تطلبين ذلك والأمر يحتاج إلى ترتيب، وقد حدد موعد الدفن فقالت له يؤجل حتى تجري الترتيبات اللازمة، وعاتبته لأنه لم يجب على الاتصالات العديدة، فاحتج أنه كان في اجتماع، وحاول التملص لصعوبة تأمين ثلاثة مدافن فأصريت على موقفي، على أن يعاد بناء مدفن فؤاد لتكون المدافن الأربعة مشابهة، وأعطيته الأبيات الشعرية التي كتبها كمال لفؤاد حتى توضع على ضريحه:
“لا تقولوا مات صوت الشاعر الحر الغريب
قبل أن ينتشر في الأرض حريقه
لا تقولوا مات لم يكمل طريقه
ها رفاقي حملوا عني الصليب”
وهكذا كان بنيت الأضرحة الأربعة متشابهة ووضع شعر كمال على مدفن فؤاد.”