اللواء بسام ياسين يقلب المعادلات لدى اميركا واسرائيل ؟!*

صدى وادي التيم – لبنانيات/

اللواء بسام ياسين يقلب المعادلات لدى اميركا واسرائيل ؟!

المفاجأة الصاعقة لكل من الإسرائيلي والأميركي والأمم المتحدة ايضا فجرها اللواء بسام ياسين رئيس الوفد اللبناني الى مفاوضات الناقورة .

كان كل من الولايات المتحدة واسرائيل يوطنون النفس على أن خط التفاوض سيكون خط هوف ، اي أن النقاش سيتمحور على مساحة 860 كلم مربع، وكان هوف قد قدم عرضا للبنان اثناء تفاوضه مع الرئيس بري يقضي بإقتسام هذه المساحة بين لبنان والكيان الإسرائيلي بواقع 60% للبنان و40% لإسرائيل .

فوجىء الاميركي والإسرائيلي ومعهما الامم المتحدة باللواء ياسين يقدم خرائط تثبت حقوق لبنان ب 1430 كلم مربع الامر الذي طير صواب الإسرائيلي والاميركي معا، وجعل الإسرائيلي يهدد بالإنسحاب من المفاوضات ويعلن لاحقا انه لا تفاوض على حقلين يتصل بهما النزاع.

كان الإسرائيلي والاميركي يعتمدان على ما قامت به الولايات المتحدة من عقوبات وما مارسته من ضغوط على لبنان، جعلهما ذلك يعتقدان ان لبنان بات جاهزا للتازل الى خط هوف، وربما الى ما دون ذلك ، كانا يطمحان بتنازل كبير نتيجة الازمة الحادة المالية والإقتصادية التي يعيشها لبنان ، وان هذا البلد الغارق في ازماته لن يجرؤ على مخالفة الإرادة الاميركية، لكن اللواء ياسين احبط املهما، وكرس قاعدة للتفاوض على اساس ان المساحة المتنازع عليها والمطلوب تحريرها هي 1430 كلم وليس 860 كما كان يشاع، بذلك لن يعود ممكنا العودة لما قبل ذلك بعد ان أثبت بالوقائع والخرائط حق لبنان في هذه المساحة.

استنفرت السفيرة الاميركية وزارت الرئيس ميشال عون شاكية الوفد اللبناني للمفاوضات ، كذلك زار ممثل عن يان كوفيتش مندوب الامم المتحدة الرئيس ايضا مؤيدا الموقف الاميركي . كذلك استنفرت بعض الطبقة السياسية اللبنانية ايضا، وتضامنت مع الموقف الاميركي منتقدة تشدد اللواء ياسين بدل ان تشد على يده، متذرعة بان لبنان لا يستطيع تحمل الغضب الاميركي وتداعياته.

اضطرب الداخل الإسرائيلي، وظهرت انتقادات شديدة جدا لنتنياهو الذي كان قد اشاع جوا من التفاؤل بالحصول على مساحات اضافية مستندا الى الضغط الاميركي ، حملوه مسؤولية الفشل، والتبعات الناتجة عن الحقائق التي ارساها اللواء ياسين، سيما ان نتنياهو كان قد ادعى بانه سيحصل على مساحات اضافية تلبي المصالح الإسرائيلية، ليس هذا فحسب، وانما ادعى ايضا انه سيجر رجل لبنان الى مفاوضات حول التطبيع، متكأ على الضغط الاميركي اولا، وعلى الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان ثانيا.

لم يأت حساب الحقل مطابقا لحساب البيدر لدى نتنياهو ، لذلك قامت القيامة داخل الكيان الصهيوني محملينه النتائج، لا سيما الخسائر التي ستمنى بها اسرائيل جراء انسحاب شركات التنقيب التي بدت متخوفة جدا، ومتحفظة جدا ، جراء اختلاف المساحات المتنازع عليها ، لا سيما البلوك رقم 9 الذي اصبح بكليته العظمى ضمن الحقوق اللبنانية ، ما يعني ايقاف اعمال الحفر المنتظر ، ومعلنين خشيتهم من المقاومة في حال تجاوز ما يطالب به لبنان .

الضغوطات على لبنان والوفد المفاوض ستزداد داخليا وخارجيا ، داخليا وقد بدأت بوادرها تظهر عبر الحملات السياسية والإعلامية على الوفد بذريعة عدم قدرة لبنان على تحمل مزيدا من العقوبات الاميركية ، وخارجيا بتكثيف الضغوطات الاميركية على لبنان .

الرئيس عون صامد حتى الآن امام الضغوط مدعوما بموقف صارم من المقاومة، ما يعني ثبات الموقف اللبناني الذي عبر عنه اللواء ياسين خلال اللقاءات ، ولا يتوقع ان يسجل اللواء ياسين في سجل تاريخه العسكري انه فرط بنقطة مياه من حقوق لبنان، كان سبق ان اعلن ذلك،

المفاوضات تبدو معلقة في الهواء مع ترجيح وقفها، وفي حال الضغط على اللواء ياسين اعتقد انه يفضل الإستقالة من رئاسة الوفد على التنازل، لن يقبل اي تنازل ، هو يفضل الإستقالة على التفريط . .

الإعلام اللبناني الدولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!