فضيحة جديدة… اللبنانيون يأكلون براز حيواني في اللحوم!!

اللبنانيون يأكلون “الخراء”. ليس مجازياً كما هي الحال في أزماتهم المالية والاقتصادية المتتالية، التي أنهكتهم وجعلت أكثر من 50 في المئة منهم تحت خط الفقر. بل فعلياً في مائدتهم، وفي الغذاء الأساسي لمعظمهم، أي اللحوم. وهذا ما ظهر في دراسة حديثة نشرتها مؤسسة MDPI بتاريخ 26 تشرين الأول، على عينات لحوم في لبنان تبين أنها تحتوي على براز حيواني، وباكتيريا تقاوم المضادات الحيوية.
أعد الدراسة الباحثون عصمت قاسم (جامعة جورجيا) ونيفين ناصر وجونا صليبا (الجامعة الأميركية في بيروت) من خلال جمع خمسين عينة من اللحوم النيئة المفرومة أخذت من خمسين ملحمة ومتجراً في بيروت في العام 2018، وتم توضيبها لدراستها.

وتناولت الدراسة مؤشرات البراز الحيواني الذي يحتوي جرثومة العصيات القولونية Escherichia coli في العينات. وتبين أن 98 في المئة من العينات تحتوي على البراز القولوني، في مقابل ظهور جرثومة العصيات القولونية في 76 في المئة من العيانات. أما مؤشر “وحدة عدد المستعمرات” في علم الأحياء الـCFU في العينات المأخوذة فأتى كارثياً. فمؤشر البراز القولوني في العينات تراوح بين 6.3X 104 و1.62X107 CFU في كل غرام. ومؤشر الـCFU جرثومة العصيات القولونية تراوح بين 4.5X103 و3.48X107 في الغرام.

علماً أنه حسب مؤشرات مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور) الحد المسموح به من البراز القولوني في اللحوم المفرومة النيئة هو مئة CFU في الغرام، وهو مؤشر شبيه بدول أخرى مثل نيوزيلندا، التي تسمح بحد يصل إلى ألف CFU في الغرام. بينما في أميركا وصول المؤشر إلى ألف يعتبر في حدود خطرة. ما يعني أن البراز الحيواني في العينات المأخوذة من الأسواق اللبنانية يتخطى المسموح به بحسب مؤشرات ليبنور بآلاف المرات.

وبينما لا يعتمد ليبنور أي مؤشرات للحد المسموح به بوجود جرثومة العصيات القولونية في اللحوم، فعدد من الدول والباحثين وضعوا معايير حول المسموح به. وعلى سبيل المثال يعتبر 500 CFU جرثومة العصيات القولونية في كل غرام، حداً خطراً في أميركا.

وتبين في الدراسة أن جرثومة العصيات القولونية هذه مقاومة أقله لمضاد حيوي بالكامل، وبنسبة 35 في المئة أقله على جميع أنواع المضادات الحيوية. والسبب مرده إلى استخدام المضادات الحيوية في المزارع وفي الصناعات الغذائية، فضلاً عن طبيعة تعامل اللبنانيين مع المضادات الحيوية في حياتهم اليومية.

بالمختصر، أظهرت هذه الدراسة أن البراز القولوني وجرثومة العصيات القولونية موجودة في اللحوم في المتاجر اللبنانية، وبنسبة مرتفعة جداً، وخطرة جداً على الصحة، خصوصاً أن اللبنانيين يستهلكون بكثرة اللحوم النيئة. أما مقاومة هذه الجرثومة للمضادات الحيوية فتستدعي وضع خطط وسياسات حكومية للحد من استخدام المضادات الحيوية في صناعة المنتوجات الحيوانية في لبنان، وفي الدول التي يستورد منها لبنان اللحوم. كما يستدعي الأمر تطبيق وتحديث الخطة الغذائية الوطنية لسلامة الغذاء، والاستثمار في البنى التحتية التي تسهل مراقبة سلامة الغذاء بشكل مستدام.

المصدر: يا صور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!