أديل إبنة الـ 25 عاما توفيّت في إحدى المستشفيات اللبنانية بعد إصابتها بفيروس كورونا…ما الحقيقة و أسباب الوفاة؟
صدى وادي التيم – من الصحافة اللبنانية
لم نعد نتحمل أخباراً سيئة، نتفاجأ يوماً بعد يوم بارتفاع أعداد الوفيات في فئة الشباب نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، لكن خبر وفاة “أديل” إبنة الـ25 عاماً أثار جدلاً حول حقيقة وفاتها، فهل توفيت حقاً بسبب مضاعفات الفيروس أو بسبب خطأ طبي؟ انطلاقاً من تقرير وزارة الصحة الذي سجل وفاة إبنة الـ25 عاماً إلى البحث عن تفاصيل ما جرى مع هذه الشابة الحامل التي توفيت بعد تدهور حالتها، فما الذي جرى معها وكيف يُفسر الطبيب المشرف على حالتها سبب الوفاة؟
البداية كانت مع تغريدة المدير العام لمستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض الذي كتب “امر محزن. وفاة شابة في ٢٥ سنة من العمر، مع عدم وجود امراض مزمنة. الهم الله اهلها الصبر. الكورونا مش مزحة”. ولكن على تلك التغريدة مداخلات عديدة كشفت أكثر عما كانت تعانيه هذه الشابة، حيث علّقت كارمن خشان قائلة “البنت لي ماتت من عنا من الضيعة وكانت حاملاً متل ما قالوا صار معا التهاب بالرئتين ما تحمل جسما راحت كوما و ماتت”. لتضيف تعليقاً آخر “هلق المعلومات المتداولة انو عملت تصغير معدة مش من زمان وحبلت بس ما بفهم طبيًا اذا في أي تأثير أو لا”.
وأمام هذه المعطيات، يخرج الشاب شربل دوين عن صمته كاتباً “البنت بتقربني وما ماتت من كورونا، ماتت غلطة حكماً ومستشفى زبالة”.
كثرت التأويلات والفرضيات حول حقيقة وفاة الشابة، ومعها كثرت الأسئلة حول سبب وفاتها، ومنعاً لأي التباس كان لا بدّ من متابعة والاستماع إلى الرأي الطبي لمعرفة ما جرى في مستشفى طرابلس الحكومي.
يؤكد رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور خالد العويني في حديثه لـ”النهار” أن “المريضة كانت قد خضعت سابقاً إلى عملية تصغير معدة، وعندما قدمت إلى المستشفى كانت حاملاً وتعاني من ضيق التنفس. وعليه خضعت لولادة قيصرية لإنقاذ الجنين وأدخلت إلى العناية الفائقة بعد الولادة”.
وأشارإلى أن “عوامل كثيرة لعبت دورها في تدهور صحتها، بدءاً من جراحة تصغير المعدة والحمل وإصابتها بفيروس كورونا. ونتيجة انخفاض نسبة الأوكسجين ومعاناتها من ضيق التنفس تمّ إدخالها إلى العناية الفائقة لتلقي العلاج ومتابعة حالتها. وعليه، وضعنا لها جهاز التنفس حيث أظهرت تحسناً في نسبة الأوكسجين (وصلت نسبة الأوكسجين إلى 93)، بالإضافة إلى تلقيها كل العلاجات اللازمة، ومنها البلازما لمعالجة الكوفيد_19. ولكن في اليوم التالي عانت من ضيق التنفس، وكشفت الفحوص أنها تعاني من التهابات ثانوية، وبرغم من التنفس الاصطناعي إلا أن حالتها ساءت كثيراً وانخفض ضغطها وتوفيت نتيجة الـchoc septique أي عندما تتوقف أعضاء الجسم جميعها عن العمل تباعاً “.
ويشرح العويني أنه “عادة هذه الالتهابات تكون نتيجة تواجد المريض لأيام في غرفة العناية الفائقة، حيث قد يعاني من التهابات بكتيرية نتيجة التنفس عبر الأجهزة. ولأن مناعة المريضة كانت ضعيفة ومتدنية نتيجة حملها واصابتها بالفيروس، تزداد قوة الالتهاب ويصبح قاسياً وأكثر حدة على جسمها، ما أدى إلى حدوث الـchoc septique.
ونتيجة الجهاز التنفسي الاصطناعي يصبح مجرى الهواء مكشوفاً وغير محمي. ويصبح معرضاً للملوثات الخارجية وبكتيريا المستشفيات”.
ويشدد على أن “المريضة عندما أدخلت إلى العناية كانت في وعيها، ولم تكن في غيبوبة كما ذكر البعض، ولكنها كانت متعبة وتعاني من ضيق التنفس، حالها كحال مرضى الكوفيد_19. وبسبب صغر سنها، كنا نعمل بجهود كبيرة لإنقاذها، ولقد خضعت لكل العلاجات اللازمة، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بسرعة، ولم نُخفِ على عائلتها المؤشرات المقلقة التي كانت ترافقها، خصوصاً بعد انخفاض نسبة الأوكسجين والضغط”.
المصدر: النهار