آن الآوان للفصل… في فصل الخطاب .. بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

كنا نستبشر خيراً،مع كل إطلالة لك… كنا… ننتظر إطلالتك أكثر من يوم العيد،لكن لم نعد، وأصبح من السهل أن نغيّر المحطة الإذاعية،ففي كل مرة يأتي الخطاب مستكبراً للشعب ولم يعد يحاكي هواجس الناس وكأن الإنجاز هو فقط بإثارة الرعب في إسرائيل، وكأن الشيء الوحيد المطلوب هو إقامة توازن رعب مع العدو الصهوني، وما نفع كل ذلك وجيوب الناس فارغة كما هي الحال في خزينة الدولة،وما نفع كل ذلك والدولة مهترئة والإقتصاد منهار والعملة الوطنية في مهب الريح، لم نعد نريد أن نسمع خطابات لا تُثلج صدر الشعب،أطعِم الشعب وأكرمه في معيشته وأرعب من شئت وخذ قرار السلم والحرب عندها.خطاباتك يا سيد لم تعد ناجحة منذ أن بدأ الإستكبار وإلإستعلاء على أوجاع الناس، نعم سمعنا،سمعنا أنكم تملكون الدولار ومؤسساتكم ومحالكم التجارية تعمل ولكن ماذا عن البلد، كنتم على مسافة واحدة من الجميع والآن أصبحتم في برجٍ عاجي تطلون بين الحين والآخر لكي تزيدوا من استقوائكم على الفقراء والكادحين وتخبروهم بأن الفساد بالملخص مستمر وتهريب المازوت والبنزين لا حول ولا قوة لإيقافه، أين دوركم الذي كان جامعاً وبات مقتصراً على منطقة.
الناس لم تعد تحتمل الخطابات والمناظرات وهي تشهد بأم العين خسارتها للوطن ولجنى عمرها، أين دوركم في الداخل،أين ملفات الفساد وأين محاربة التهريب والسرقة،وهل بات الأمر متعلقاً بمزاجكم،لا انتخابات رئاسية إلا بإشارة منكم ولا انتخابات تشريعية إلا بأمر منكم ولا تشكيل حكومة إلا بمن تختارون،ثلاث سنوات لإنتخاب رئيس للجمهورية،وعقد من السنين لإنتخاب نواب وتسويف مشبوه لتشكيل حكومة،وازدراء بمطالب الموجوعين،البلد معطل لأجل حسابات من هنا وحسابات من هناك،الوطن يختنق على كل الأصعدة وأنتم منهمكون بكرسي وزارة، لم يكن كرسي وزارة المالية يستحق تعطيل البلد،فعند مصلحة الوطن لا شيء يستحق كل هذا العناد سوى الوطن الذي يستحق كل التضحية،لقد دُفنت الثقة وتكرّس نهج المزرعة والمحاصصة والتعطيل فغابت معادلة الشعب والجيش والمقاومة لأن رأسها كان الشعب واليوم دست يا سيد على أصوات وجع الناس،كل ذلك لأجل وزارة ولأجل العناد وما سيجلب لكم هذا العناد إن غرق البلد.الناس كانت تعشقكم أما اليوم فنفوسها تتألب ضدكم ومعظم الرأي العام لم يعد يرى فيكم سوى إستفزازاً لمشاعره واستغباءاً لعقله.
أين ذهبت محاربة الفساد وأنت تصر على إبقاء الحال كما هي، أصبحنا على يقين بأن سلاحكم مغطى بالفساد الذي استشرى وأصاب مفاصل الدولة بالإهتراء وأصبح الوطن رهينة أهوائكم وطلبات حلفائكم،نحن لا نريد الفساد ولا نريد أن تستمر السرقة ونهب المال العام للوطن،هذا الوطن خيراته كثيرة والرب بارك به لكنكم جعلتموه حظيرة للسارقين ويوماً ما ستلقون غضب الله والناس لن تذرف عليكم الدموع بعد رحيلكم.
كل هذا التعنت والتمسك بالكراسي والوزارات والتعطيل ولا تريد أن يتدخل بنا لا الرئيس الفرنسي ماكرون ولا السعودية،انفجرت بيروت على رأس سكانها الآمنين ولم نسمع سوى نفس الكلام الذي ينفي علاقتكم بأي شيء، لكن البارحة هممتم بحملات دعائية كي تكذبوا نتنياهو،اذاً قوموا بواجبكم بالداخل فما نفع الصواريخ وأمعاء الناس خاوية، لا تكذبوا نتنياهو بل كذبونا نحن كي نقتنع بأنكم تريدون إنهاض البلد فإلى اليوم ومنذ أن وطئت أقدامكم الوزارات لم نشهد إلا على العرقلة وفرض الأمر الواقع إلى حين تمسككم بوزارة المال والتوقيع الثالث، فهل تستحق وزارة المالية كل ما جرى،لذلك طالب كثر بالإنتداب لأننا غير قادرين على حكم أنفسنا ولهذا نحن عرضة للوصايات لأننا لا نستطيع أن نشكل حكومة ولهذا عليكم ألا تمتعضوا لأنه إن كان رب البيت بالطبل ناقرٌ فشيمة أهل البيت الرقصُ، عودوا إلى رشدكم وعودوا إلى حجم الوطن وساهموا في إنهاضه واسترجاع أمواله المنهوبة فعندما ترحلون، وكلنا على نفس الطريق،لن تأخذوا معكم وزارات أو مناصب أو صواريخ بل ستأخذون إما الدعوات للجنة وإما اللعنات لجهنم.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى