كتاب مفتوح الى قيادة حزب الكتائب ” بقلم بيار عطاالله “

أيام قبل عقد المؤتمر العام لحزب الكتائب، تبدو الحاجة ملحة الى عقد مؤتمر حوار وتبادل افكار ونقاش داخلي واسع عن الكتائب ومسارها ومصيرها، أكثر منه الى مؤتمر يخرج بعناوين سياسية ويعيد إنتخاب النائب سامي الجميل رئيساً.
لا اود الجدال مع أحد بل أود النقاش، فثمة مشكلات حقيقية تعتري مسار الكتائب، ومن لا يعترف بهذه المشكلات هو كمن يدفن رأسه في الرمال. والمسالة تتجاوز اعتراضات النائب نديم الجميل على إختيار المندوبين الى المؤتمر العام الى الخيار ما بين ان ينتهي الحزب رسمياً ويتم الاعلان عن وفاته السريرية في الحياة السياسية اللبنانية، أو المبادرة الى تصحيح المسار، وكل كلام عكس ذلك ليس إلا من باب ذر الرماد في العيون، وما مشهد مراكز الكتائب المقفلة والمظلمة على امتداد اراضي الجمهورية إلا دليل حسي على إنحسار إنتشار الحزب بين جماهير المحازبين الذين انفضوا عنه الى استقالة، أو اقالة ان الانضواء في احزاب اخرى، أو التزام جانب الحياد واختيار البقاء في البيت لا مع هذا ولا مع ذاك.
لا يجدي المؤتمر العام شيئاً في اعادة الحياة الى 350 بيت كتائب منتشرة على إمتداد اراضي الجمهورية من عين ابل الى القبيات، والاجدى العمل على اجراء نقد ذاتي لاسباب الفشل في الانتخابات، وتحديد المسؤوليات واسباب الخسارة وعدم وجود تحالفات متينة مع قوى ذات ثقل شعبي. ومن الاجدى وضع خطة عمل لإعادة التواصل مع القواعد الشعبية وإستطراداً إعادة بناء التنظيم الحزبي على قاعدة القناعات والعقيدة لا على قاعدة الولاءات والحسابات السياسية الصغيرة. ومن الاجدى استطلاع رأي القاعدة الحزبية والشعبية والاستماع الى رأيها في ما يجري داخل الحزب فمنطق الولاء الاعمى لم يعد يجدي نفعاً وزمن استنفار العصبيات ما عاد مجدياً في حشد المناصرين. ومن الاجدى دعوة شيوخ الحزب وحكمائه من وزراء ونواب وقياديين سابقين ومخضرمين لمناقشة الامور معهم إذ لا يمكن الركون الى تجارب من لا تجارب لهم في العمل السياسي والوطني وهذه الخطوة اساسية في اعادة تشكيل رافعة نخبوية للحزب الذي تخلى عن غالبية قيادييه وكوادره…
لا يجدي المؤتمر العام نفعاً، بل الاصح الدعوة الى مؤتمر حوار وفي مكان محايد وبرعاية الرئيس أمين الجميل، لمناقشة كل هذه الامور السالفة. أما معالجة الوضع الكتائبي المتأزم فلا تكون بالخلاف على اختيار المندوبين ولوائح الشطب الحزبية، بل بعمل نقدي عميق يعالج اسباب الانهيار وتراجع حضور الكتائب وصعود نجم الاحزاب الاخرى رغم عدالة القضية التي تحملها الكتائب…

بقلم الاعلامي : بيار عطالله

المصدر : المرصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى