أزمة المياه في منطقة مرجعيون تتفاقم، والمسكنّات والوعود لم تعد تُجدي

صدى وادي التيم – اخبار وادي التيم /

‏ويعود فصل الصيف وتعود ومعه أزمة المياه في الجنوب وتحديدا منطقة مرجعيون، ‏حيث أن أهالي هذه المنطقة يعانون كما غيرهم من أبناء القرى من فقدان المياه خاصة في هذه الأيام الصعبة التي تلقي بظلالها عليهم..

‏ومع بداية شهر أيار وما يتبعه من أشهر صيفية، تتعالى صرخات الجنوبيين العطاشى في بلدات ميس الجبل وبليدا وحولا ومحيبيب وغيرها من القرى الصامدة التي دفعت ضريبة الانتماء للارض والمقاومة عبر التاريخ.. واليوم تتجد الازمة وتتجدد معها المعاناة التي تضاعفت هذا العام مع ارتفاع كلفة صهاريج المياه التي يلجأ اليها ابناء هذه القرى لتغطية حاجاتهم اليومية..

فلا تكفي ازمات الكهرباء والبنزين والمواد الغذائية والادوية، حتى حضرت ازمة المياه بقوة وزخم كبير لتنسف ما سبقها من ازمات حياتية يومية، ولعل المشكلة هنا في ازمة المياه ليس نقص المادة انما سوء توزيعها بعدل على البلدات الواقعة تحت خط العطش..
من الطبيعي ان تتلقى بلدة ميس الجبل المياه من عدة مصادر نظراً لاتساع مساحتها وكبر حجمها وارتفاع عدد سكانها خاصة في الصيف، لكن بالرغم من وجود عدة مصادر مياه، فإن الازمة تتفاقم يوما بعد يوم، بدون ان تلقى صرخات اهلنا آذاناً صاغية.. فالتغذية الاساسية لميس الجبل من المفترض ان تكون عبر مشروع الطيبة والليطاني ومن الوزاني ومن الآبار الارتوازية في وادي السلوقي بالاضافة الى بئر البلدة، وذلك حسب عدد المشتركين وحسب حاجة البلدة، لكن في الواقع ساعات التغذية قليلة جداً والحاجة اكبر والتوزيع غير عادل..

وفي هذا السياق، تقول المصادر ان القدرة القصوى لمحطة الطيبة في التغذية هي ٨٠٠ الف متر مكعب، الا ان احد الاشخاص المعنيين اكد خلال احدى الاجتماعات ان القدرة القصوى تصل الى ٤٠٠ فقط، فيما كانت منذ سنوات تصل الى ١٢٠٠ تقريباً.. وبالرغم من تدخل منظمة اليونيسف لاصلاح بعض الاعطال الموجودة في المحطة، الا ان المشكلة الواقعة تزداد يوماً بعد يوم، بدون معالجة كاملة للملف..

هذا الجنوب الذي دافع عن اخر قطرة مياه من الوزاني وخاض معارك التحرير ليحفظ الليطاني، والذي اختلطت مياهه العذبة بطهر دماء ابنائه، والذي اُنشأت فيه مئات المشاريع المائية من آبار وشبكات ومحطات وتحويلات ومضخات وخزانات وغيرها، وبعدما كان يتغنى بفائض المياه لديه، ها هو الآن يعاني معظم أهله من ازمة مياه خانقة تفنيهم عن الحياة، وتذكرنا بقوله تعالى، وجعلنا من الماء كل شيئٍ حيّ، صدق الله العلي العظيم..

فهل يعقل ان تقوم احدى البلديات بالتعدي على الشبكة الرئيسية لمشروع الوزاني الذي كان انجازه عملاً م ق ا و م اً لا يقل اهمية عن التحرير الكامل لاراضي الجنوب؟ هل يعقل ان تتوقف بعض المضخات في الطيبة بسبب نقص في قطع الغيار والاكسسوارات؟ واذا كانت مصلحة المياه غير قادرة على تأمين الاموال المطلوبة لماذا لا يتم اللجوء الى مصادر تمويل اخرى، كما جرى مع اليونيسف، او عبر منظمات دولية واممية وجهات مانحة، او من خلال اتحاد البلديات والبلديات المعنية؟!! هل يعقل ان تتوقف الآبار الارتوازية عن العمل في القرى والبلدات بسبب نقص في مادة المازوت؟ ولماذا لا تقوم مصلحة المياه بالتعاون مع الاتحاد والبلديات بتأمين المازوت لتشغيلها؟ واذا كانت المشكلة في التعديات، فلماذا لا يتم قمع كل المخالفات، ولتقطع يد كل سارق للمياه مهما علا شأنه؟

ان تحديد كمية المياه التي تغذي كل بلدة لا يتم من خلال محطة التوزيع الاساسية بسبب التعديات الكبيرة على الشبكة العامة، وانما يكون ذلك بوضع عدادات وآلات لفحص الكمية عند مداخل القرى، او من خلال الخزانات التي تتغذى من المحطة الاساسية وتضخ المياه للشبكات الفرعية، وبذلك يمكن تحديد الارقام الصحيحة في كل بلدة.. فمن من غير المقبول ان تحرم بعض البلدات وتنعم بلدات اخرى بوفرة المياه، واذا كنا نعيش في شريعة الغاب، فليصارح المعنيون اهالي القرى بالواقع، ربما عندها يكون لهم كلام اخر.. والبعض يحاول التلهي عن المشكلة الاساسية، ويحمّل المسؤولية لصغار الموظفين، ناسياً سوء الادارة في هذا الملف والتوزيع الظالم لبعض القرى وفي مقدمتها ميس الجبل وحولا وبليدا ومحيبيب وغيرها…

فلنضع الاصبع على جرح المعاناة، ولنعترف بأن الازمة بدأت منذ سنوات ولم تنتهِ بعد.. وحتى لا تقع الواقعة، وبما اننا آلينا على انفسنا ان نوصل صوت أهلنا وننقل صرختهم، لا بد من قول كلمة الحق، ومناشدة اصحاب الضمائر للتدخل سريعاً قبل فوات الأوان، وحتى لا يضطر الناس لانتزاع حقوقهم بأنفسهم، وعندها لن تنفع البيانات ولا حتى الوعود او غيرها..

مواقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى