والأديب إعتذر وذهب… والسبب… حتماً القرف… وليس التعب : بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

فرنسا قد هبت لمساعدة لبنان وهي أعلم بما يجري في كواليس وصالونات المجتمع الدولي، فأتى مصطفى أديب بتهذيبه ودماثته لكي يتحمل أقصى الوزر وأثقل الحمل…لم يكن بيده لا عصا ولا صولجان، بل فقط ورقة خلاص من الرئيس الفرنسي ماكرون أجمع عليها كل الأطراف في لبنان على أنها الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوطن من الإنهيار الكامل والشامل.
غير أن المكتوب يُقرَأ من عنوانه، فما أن عاد ماكرون إلى الإليزيه عاد بعض اللبنانيين إلى برجه العاجي وابتعد عن أصوات الناس وأوجاعهم،عاد إلى عقليته العفنة وتعنته الأجوف الذي أجبر أقرب حلفائه على توجيه الإنتقاد اللاذع له.
كنا قد حذرناك أيها الرئيس المكلف المعتذر من عصابة حكومة اللون الواحد ولم الشمل،حذرناك من أنهم فاسقون لا تهمهم سوى الكراسي والسيطرة على البلد حتى ولو أدى ذلك إلى خنقه وقتله.
لا تهذيبك معهم نفع ولا العقل معهم نفع، فهم لم يتعظوا ولن يتعظوا وها هي بشائر استكبارهم للشعب والإستقواء عليه والإزدراء بجوعه وحاجته لكل ذرّة من مقومات الصمود، فالذي لم يسمع لصوت الثائرين الحقيقيين والموجوعين الصادقين لن يسمع لا لنصيحة فرنسا ولا لأي صديق للبنان لأنه بات يرى في الكل أعداء وعليه هو أخطر عدو لنفسه قبل أن يكون عدواً للشعب.
أستاذ أديب لا تحزن، فقد أتوا بدياب كي يتحمل عنهم قسوة الخيارات ومن ثم ألصقوا به كل فجورهم على مدى ثلاثين عاماً… لا تحزن… فقد خرجت قبل أن يحرقوك ويشوهوا صورتك وتتسخ نظافتك، هؤلاء لن يتعظوا إلا بالعقوبات القاسية، لن يفهموا إلا بعد أن تُسحب الكراسي من تحتهم على غفلة ولن يشعروا بالناس إلا عندما يُجردوا من سطوتهم ونفوذهم ويبصق بوجههم المارة،فالمجتمع الدولي والعربي أصبح يعرف تمام المعرفة ما هي أخلاقهم وأصبح يراهم على عريهم الشائن ونهاية هذا الإستكبار للبنان باتت قريبة…وللرئيس ماكرون نكرر ونقول، لا تثق بعد الآن بهؤلاء، فالفساد منهم والإنهيار عنوانهم وقتل لبنان مرادهم،لكن،هذه أضغاث أحلامهم فالحقيقة بانت، ولهذا الأديب إعتذر وذهب، ذهب من كثرة القرف،وليس من التعب.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى