قرع اجراس وقطع طريق ، ” تلطيشة بنات ” كادت أن تشعل بحمدون

 

صدى وادي التيم – أمن وقضاء

كادت “تلطيشة بنات” أن تُشعل جبهة بحمدون لو لم تتدارك القوى والفعاليات في المنطقة تداعيات الحادثة، ويتم تطوق ذيولها ولجم غرائز بعض الموتورين الساعين الى تسجيل نقاط ولو على حساب امن واستقرار البلد.
قبل عدة أيام مرت سيارة في داخلها شبان من منطقة مجدل بعنا لا تتعدى أعمارهم العشرين سنة على الطرق الفرعية داخل الاحياء في بحمدون “الضيعة” حاولوا تجاوز الاداب العامة قبل أن يتدخل عدد من الاهالي ويتلاسن معهم ليغادروا بعدها البلدة واعدين بدعم من بلدتهم.
في هذا الوقت تواصل اهالي المنطقة مع القوى الامنية ومخابرات الجيش التي أرسلت دورية الى المحلة لرصد تحركات الشبان الذين عادوا بعد ساعة بموكب مؤلف من اربع سيارات برفقة عدد من السيارات وبداخلها شبان فوجئوا بوجود القوى الامنية فارتبكوا قبل أن يغادروا على وجه السرعة.
هنا وبحسب مصادر محلية انتهى الاشكال، ولكن عمد مواطن من البلدة “احد المخاتير” الى اغلاق الطريق العام بسيارته التي تقودك الى قرى مجاورة بسيارته، وطلب من المواطنين قرع الاجراس الكنائس فاعتقد الاهالي أن هجوما كبيرا تتعرض له بلدتهم ما اثار الهلع والخوف في النفوس واستحضرت ملامح احداث الجبل من جديد.
خطوة اغلاق الطريق أربكت الجميع وصعدت الموقف كما استدعت تدخلا سريعا للجيش الذي اعاد فتحها وطمأن المواطنين بأن الامور بخير ولا شيء يستدعي الخوف والارتباك.
هنا سارع اهالي الشبان من منطقة مجدل بعنا الى الاتصال باهالي بحمدون للاعتذار عن تصرف الشبان ولسد أي باب بوجه الطوابير التي دخلت على خط التحريض على الفتنة وتم الاتفاق على تشكيل وفد للاعتذار وهذا ما حصل.
مصادر الحزب الاشتراكي تنفي عبر موقع ليبانون فايلز أن يحمل الاشكال اي خلفية أو تخطيط مسبق، مشددا على أن ما حصل خلاف بين شبان لا تتعدى اعمارهم الثماني عشرة سنة على أفضلية مرور أراد البعض ان يلبسها الطابع الطائفي بين البلدتين المجاورتين الا أن الاتصالات بين الفعاليات الجزبية والرسمية في البلدة طوقت الاشكال وحالت دون اعطائه الصبغة الطائفية وتم توقيف أحد الشبان المناصرين للاشتراكي من قبل القوى الامنية وهو في عهدة القضاء.
وتحذر مصادر أمنية من حادثة بحمدون لأنها أخذت وبشكل سريع طابعا طائفيا أبعد من الحزبي، بل ان اغلاق الطريق أمام قرى وبلدات يتواجد فيها اهالي الجبل من دروز ومسيحيين والتذكير بقرع الاجراس في الكنائس لاستنهاض العصبية الدينية مؤشر خطير يأتي بالتزامن مع دخول العصبية الدينية أكثر في بيئة أهل الجبل. وتشير في السياق الى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يسعى عبر المسؤولين الحزبيين في المناطق الى لجم هذه الآفة والتواصل مع الاطراف لدرء أي فتنة يحاول البعض خلقها في القرى المختلطة في الجبل.
ويأتي تحرك جنبلاط ليؤكد أن الاشكال لم يكن سياسيا حزبيا أكثر من هو طائفي لا سيما وأن الشبان من مجدل بعنا كانوا من المناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي والقومي السوري، الا أن ما يحصل في كثير من المناطق سرعان ما يتحول الى طائفي مذهبي، ومشهد خلدة قبل أيام أو البقاع وطرابلس والمناطق التي تشهد الكثير من الاشكالات بعضها يتطور الى اشتباكات تحمل في طياتها ابعادا طائفية.
واللافت ايضا استعمال العنصر الشبابي دون العشرين سنة واستغلال هؤلاء في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، حيث تشير تقارير أمينة أن نسبة الموقوفين في الاحداث الاخيرة والتظاهرات لم يبلغوا بعد سن الرشد وهذا مؤشر خطير يقودنا الى أن البلاد تتجه أكثر الى عسكرة الشبان وتحميلهم السلاح للقتال، في وقت يضغط العامل الاقتصادي على العائلات التي شردت من بيوتها وزادت نسبة الفقر في الكثير من المناطق.

ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى