الحجة فاطمة عيسى لم تترك صناعة دبس التين في كفرحمام
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم
المونة البيتية في الأرياف ركن أساسي في عمل سيدات البيوت اللواتي ينهمكن في التحضير لها خاصة في فصل الصيف، ومنها الكشك، الزعتر، الألبان، المربيات، الكبيس، العصائر، البرغل، القورمة، المكدوس، الدبس والزهورات وغيرها، منها ما هو من الأوليات والبعض بات على طريق الإنقراض كصناعة دبس التين على سبيل المثال، أما الحجة فاطمة عيسى من بلدة كفرحمام التي التقت بها “مجلة وموقع كواليس” في حوار شيّق، تحدثت بإسهاب عن قيمة شجرة التين في حياة المواطن وصناعة الدبس منه بحيث يحظى بإهتمام كبير لديها وأمثالها في البلدة قائلة:
لشجرة التين إهتمامًا كبيرًا في هذه المنطقة والبلدة تحديدًا حيث ذُكر عنها في القرآن الكريم، وتتميز زراعتها في الأماكن ذات الحرارة المعتدلة، كما الطقس، وتعتبر من الأشجار النادرة لجهة النمو والتكيّف مع أنواع التربة والمناخ، ويزرع بادئ الأمر كشتول في أواني وينقل بعدها إلى التربة خلال شهري شباط وآذار، ويزرع ضمن مسافات متباعدة نظرًا لسرعة نموه وإتساع بقعته وهو يخضع للري لمدة ثلاث سنوات، ويحتاج إلى أشعة الشمس، ويتوجب فلاحة الأرض وتسميدها من وقت لآخر.
وهناك فوائد عديدة له بدءًا من الأوراق، فهي تغلى بالماء وتشرب كالشاي وتحمي الكبد من التليف ومعالجة الحمى والقضاء على البكتيريا في الفم وإرتفاع ضغط الدم وحماية القلب ومعالجة إلتهابات وحالات مرضية متعددة، أيضًا حليب التين لسائر الأمراض الجلدية المستعصية خاصة الثآليل والبواسير والجيوب الأنفية والجرب والثعلبة والجدري والصدفية وإزالة الخال “الشامية” والمسامير من القدمين واليدين.
أما فؤائد وخصائص طبق التين أكان أخضرًا أو مجففًا فهي كثيرة، الطازج منه يزيل رائحة الفم ويساعد في عملية الهضم وترطيب البشرة وتقوية العظام والضعف الجنسي، ويعالج الأمساك ويخفف من الوزن الزائد ويحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن. كما توضع أطباق التين في وعاء مع زيت الزيتون وتؤخذ كوصفة لألام المفاصل وتقوية المناعة والذاكرة ويساعد على تنمية خلايا العقل وأسواق ا لتين رائجة، وأسعارها جيدة .
أما صناعته تتمثل في المربي والمشروح، وتوضع مع الزيت وتؤكل مع الجوز أو مع الزهورات، أما الدبس الذي بات على طريق الإنقراض، وبصدد الحديث عنه وطريقة تحضيره، حيث قالت الحجة فاطمة عيسى:
لدى موسم قطف التين في فصل الصين نختار منهم ما هو صالح للتجفيف أو المربى والباقي لأجل صناعة الدبس، نضعه في وعاء كبير مع بعض الماء على نار هادئة لحين الأستواء، أي يصبح كالعجين، فيتم تعبئتهم في كيس من القماش وعصرهم بواسطة الكبس عبر آلة ثقيلة، فينساب منهم السائل أي القطر الممزوج بالمياه، عندها نفتح الكيس ونرمي قشرة الطبق خارجًا. أما السائل فيتم تصفيته ووضعه على النار مجددًا لحوالي الساعتين تقريبًا، بعدها يتحول إلى دبس شهي صالح للأكل.
ونحن من القلائل الذين ما زالوا يهتمون بصناعة الدبس، كغيره من المأكولات والمونة الشتوية من المكدوس والمربيات والزهورات والأعشاب على أنواعها، ونشارك أحيانًا في معرض المونة الذي تقيمه البلدية سنويًا. وأدعو كل امرأة تقيم في الجبل، العودة إلى الطبيعة والأرض وإستثمار كل حبة تراب وتجديد زراعة التين لأنها ثمرة مفيدة أكلافها قليلة رغم إصابتها أحيانًا بأمراض أو تأثرها بعوامل طبيعية.
تحقيق : فؤاد رمضان