السلطة أنهت الحداد: الانفجار وراءنا
يقول أحد الديبلوماسيين الغربيين الذين رافقوا تداعيات تفجير المرفأ إن «ردّ فعل السلطة بأجهزتها كافة لا يبدو على قدر حجم المأساة. وإذا كان هذا الانفجار لن يحدث أي تغيير فيها، فهذا يعني أن التغيير مستقبلاً سيكون معدوماً ضمن أي إطار، ما يؤدي الى أن السلطة ستكون قادرة على القيام بما تريده من دون أي مساءلة محلية أو دولية».
كلام الديبلوماسي لا يأتي تشجيعاً على تحرك شعبي، بل خلاصة محاولات لملمة الوضع الداخلي عبر حوارات إقليمية تقودها فرنسا لترتيب الوضع اللبناني، لاستعادة حضورها الاقليمي، ودور واشنطن في حصر اهتمامها بلبنان بالأقنية الاسرائيلية والإيرانية لا غير، ويعكس حقائق ما دار خلال الايام الماضية في بعض الاجتماعات عن استعادة أركان السلطة أنفاسهم بعد صدمة الساعات الاولى، ويضاف الى وجهة نظر شعبية وسياسية انطلاقاً ممّا يشهده لبنان من إعادة تعويم السلطة نفسها.
بدت السلطة في الساعات الاخيرة كأنها أنهت أيام الحداد الثلاثة التقليدية، وعادت لتتحدث عن تأليف حكومة ومواصفات الوزراء ونوعيتهم، وتمارس مهامها التشريعية والتنفيذية. ولولا خطأ ارتكبه الرئيس حسان دياب بالدعوة الى انتخابات مبكرة، وردّ فعل الرئيس نبيه بري عليه، لكانت الحكومة لا تزال تمارس مهامها.
وأمس كشفت السلطة عن وجهها الحقيقي بأنها في واد والناس المفجوعين في واد آخر؛ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتابع أوضاع كورونا، ورئيس المجلس النيابي يترأس جلسة تشريعية، وقيادات سياسية تمارس لعبة الاتهامات واقتناص الفرص.
المصدر : الرأي