مأساة العروس سحر تفطر القلوب.. عائلتها تؤكد:” تعرضت للخيانة قتلوها”
ما زالت عائلات لبنانية عدة بعد أسبوع تقريبًا من الانفجار الكارثي الذي ضرب مرفأ بيروت تنتظر الأخبار السوداء التي باتت تعرفها بالفعل بعدما استمر فقدان أقاربهم منذ ذلك التاريخ وضعفت فرص العثور عليهم أحياء.
تمكن آخرون من تنظيم جنازات لوداع أقاربهم وأصدقائهم الراحلين بعدما تمكنوا من العثور على جثثهم، لكن آلام الخسارة الفادحة ستظل محيطة بهم إلى الأبد.
أما سحر فارس التي لقيت مصرعها، وهي تؤدي دورها كمسعفة في أحد فرق الإطفاء، فتبقى حكايتها الحزينة تجسيدا حيا للمأساة.
والدتها التي خرجت عباراتها مختنقة بالدموع قالت إنها لن تقدر أن تسامح المسؤولين عن رحيلها.
وأضافت في تصريحات إلى “سكاي نيوز”، “”ماذا يمكنني أن أقول؟ إنها خسارة كبيرة. كنا نسعد بها ومعها في المنزل، هي وإخوتها ، يضحكون ويمزحون.. إنها خسارة فادحة”.
وتساءلت الأم المكلومة: “مهما فعلوا في لبنان.. ماذا يمكن أن يصبح جيدا لي الآن.. ابنتي “ذهبت” في ريعان الشباب.. ربيتها لمدة 26 عامًا، لتذهب في ليلة واحدة.. ماذا أفعل؟ لا غفر الله لهم ما فعلوه”.
وكانت سحر من أوائل المتواجدين مع فريقها في مكان الحادث بعد الحريق الذي نشب في مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي.
كان الأمر يبدو روتينيا لدرجة أنه تم التقاط صورة جماعية للفريق في المرفأ، اعتقد الفريق أن الأمر لا يعدو أكثر من مجرد حريق عادي تم الإبلاغ عنه عبر مكالمة، ولا شيء خطير، قبل أن تحدث الكارثة.
شقيقتها ماريا أخرجت هاتفها، وعرضت صورة التقطت قبل الانفجار من المكان المشؤوم، حيث عثروا على جثة أختها.
عندما وقع الانفجار الأول كانت سحر في مكالمة فيديو مع خطيبها، تحاول طمأنته بأنها بخير، وأنه لا ينبغي أن يقلق عليها، ثم هرعت مع الآخرين تحاول الهروب إلى بر أمان.
لكن، الانفجار الثاني كتب كلمة النهاية، والنتيجة الحزينة أن جميع رجال الإطفاء والمسعفين في الفريق لم تكتب لهم النجاة.
قالت ماريا بأسى: “سحر لن تعود وتعيش معنا مرة أخرى. أتمنى حقًا أن أراها للمرة الأخيرة حتى أحتضنها وأقول وداعًا لأنني لم أستطع ذلك”
أما عائلتها المفجوعة فراحت تجتمع على مدار الأسبوع حدادًا على روح الراحلة الشابة.
إيلي مخلوف، صهر سحر، قال إن أيدي الحكومة اللبنانية ملطخة بالدماء، وإنهم “قتلوها بفسادهم وقسوتهم”.
“لقد تعرضت للخيانة. قتلوها. قتلوا أحلامها. قتلوا مستقبلها. هل يرسل أب أولاده ليموتوا؟ كانت تعمل من أجل البلد، من أجل الأمة”.
وبالنسبة لعائلة سحر، يبقى الجميع مصرين على إجراء تحقيق دولي فيما وصفوه بـ”جريمة ضد الإنسانية” ، لكنهم يقولون إنهم في بلد مثل بلدهم لن يعرفوا أبدًا الحقيقة، أو يحصلوا على العدالة.
واسفر انفجار مرفأ بيروت عن مقتل 158 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، كما تحدثت وزارة الصحة عن 21 مفقوداً.