ذاكرة عاليه والصحف الشيخ نديم شهيب في ذمة الله

 

 

لا يكتمل المشوار الى مدينة عاليه يومياً دون شراء الجريدة من الشيخ نديم توفيق شهيب، وهو الثمانيني المتجذر في نسيج المدينة وحارسها الأمين.
لا يقابل محبيه – زبائنه الا بالابتسامة والوجه السمح المتأصل في قراءة احوال المدينة وتغيراتها، هو لم يتغير ولم يتوقف عن العمل اليومي الا بعدما انتهى العمر وتوقف قلبه عن الخفقان أخيراً.
لم يكن متشائماً من نهاية عالم الوق والصحف والمجلات بقدر ما كان متشائماً من تراجع القراء، وقد ردد لي مراراً “يا عمي شو بدها توقف الدني؟؟؟ الجريدة شي ضروري بحياة الناس، وبعدين ليه بدك تقطعلنا برزقتنا؟؟”.
خبر وفاة هذا المناضل اليومي جائني اليوم كالصفعة: انه الاول من ايار عيد العمال العالمي وهذا الرجل قد جعل من الفقر مصدر قوة وحول العمر الى باقة من العطاء، وعلمنا درساً ان النضال فعل يومي مهما كان بسيطاً يبقى ذات قيمة وفعل ايمان.
اما الصفعة الأكبر فهي ان موتك يا شيخ نديم بالنسبة لي نذير شؤم على موت الصحف الورقية او على الاقل لم يعد من متعة لرؤيتك في أحياء عاليه متأبطاً باقة من الأفكار والصور.
والأهم انك ستبقى انت الصورة الأجمل في ذاكرتنا وذاكرة مدينة عاليه وسنعمل على حفظ هذه الذاكرة وتراثها على الأقل ان نخبر عن انسان عاش وعمل وشارك بحياة مجتمعه بعصامية مثالية وعملٍ دؤوب.

من صفحة : عامر ملاعب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى