كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حفل تخريج ضباط دورة “اليوبيل الماسي للجيش”
صدى وادي التيم – لبنانيات
– كان مفترضا أن تجمعنا هذه الكلية مرة جديدة ليقف أمامنا في ساحتها شبان من خيرة الشباب إلا أن ظروف الحجر الصحي التي يفرضها تفشي وباء كورونا حالت دون ذلك
– اخترتم لدورتكم اسم اليوبيل الماسي للجيش تخليدا للعيد الـ75 لجيشنا
– خمسة وسبعون عاماً مضت كانت لجيشنا فيها محطات مجيدة وحقق انتصارات مذهلة وبإمكانات محدودة ولكنه أيضاً عاش محطات مرهقة
– أضنت جيشنا حروب الآخرين على أرضنا وعليه وشرذمته حروب الداخل وأضعفته قوة الميليشيات ومورست عليه شتّى أنواع الابتزاز ولكن ولاءه للوطن كان دوماً الصمغ الذي يعيد التحامه
– لقد علمتنا التجارب القاسية أن الجيش هو قلب الوطن ولا جسد يبقى إذا ضُرب قلبه
– ظل الجيش يشكّل الأمل للبنانيين وحصن الأمان كيفما تقلّبت الأحوال.
– لبنان يخوض اليوم حرباً من نوع آخر ولعلها أشرس من الحروب العسكرية لأنها تطال كل لبناني بلقمة عيشه وبمستقبل أبنائه حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد
– العدو الأول للبنان هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس وهو يقاوم بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء ولكن بثبات
– العدو الثاني للبنان هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح
– العدو الثالث للبنان هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدّس الأموال
– العدو الرابع للبنان هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام وأيضاً من يجول دول العالم محرضاً ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولاً حجب أي مساعدة عنهم
– هناك عدو خفي على شكل فيروس، هاجم البشرية جمعاء ولم يزل، مخلفاً الضحايا وضارباً اقتصاد العالم، ونال لبنان قسطه من هذه الهجمة وسقط لنا ضحايا وزادت أزمتنا الاقتصادية تفاقماً
– الوقوف جانباً وإطلاق النار على كل محاولات الانقاذ وتسجيل الانتصارات الصوتية خصوصاً ممن تهرّبوا من المسؤولية في خضم الأزمة فلا “يُسمن ولا يغني من جوع”
– الانتصار في هذه الحرب هو على همتنا جميعاً دولة ومواطنين
– الخطوات الإصلاحية التي بدأ تنفيذها لمعرفة واقع المال العام وفرملة الفساد ووضع اليد على الملفات المشبوهة تمهيدا للمعالجة المناسبة وملاحقة الفاسدين، لن تتوقف عند مؤسسة واحدة بل ستنطلق منها الى كل المؤسسات
– مع إقرار الخطة المبدئية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم التي أصبحت بمعظمها آمنة وقادرةً على استيعابهم، تكون الدولة قد وضعت تصوراً موحداً لحل هذه الأزمة
– نأمل أن تتجاوب معنا الدول المعنية لتأمين العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين
– إسرائيل تخرق بوتيرة متصاعدة القرار 1701 وتتوالى اعتداءاتها على لبنان
– مع تأكيد حرصنا على الالتزام بالقرار 1701 وبحل الأمور المتنازع عليها برعاية الأمم المتحدة إلا أننا ملزمون أيضاً بالدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا ومياهنا وسيادتنا ولا تهاون في ذلك
– أيها الضباط الخريجون، أيها العسكريون، واجبكم أن تظلوا العين الساهرة على سيادة لبنان في وجه الأطماع الإسرائيلية وعين أخرى على كافة الحدود والداخل منعاً من تسلل الإرهاب إلينا مجدداً
– أنا ابن المدرسة العسكرية، تعلمت منها أن الاستسلام ممنوع، تعلمت منها أن نحفر الصخر لنفتح طريقا، تعلمت أن نسير بين الألغام لننقذ جريحا؛ الجريح اليوم هو الوطن، وعهدي لكم أن أبقى سائرا بين الألغام، وأن استمر في حفر الصخر لفتح طريق إنقاذه، والأكيد أن الاستسلام لا مكان له في مسيرتي
– أيها الضباط، لطالما كانت البذلة المرقطة عامل ثقة وطمأنة لكل اللبنانيين؛ فكونوا المثال والقدوة، بالمناقبية العسكرية، بالتعاطي الأخلاقي مع رفاقكم ومع المواطنين، وبالولاء للوطن، وله وحده؛ وفقكم الله وحماكم.
وكالات