تُعد السياحة في لبنان إحدى أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة، حيث كانت ولا تزال تُشكل دعامة للاقتصاد الوطني اللبناني، وتؤمن فرص عمل لمجموعة كبيرة من الشباب والعائلات.. كان يُنظر إلى لبنان قبل الحرب الأهلية، على أنه “سويسرا الشرق”، حيث كان يستقطب رؤوس الأموال والأعمال الأجنبية والعديد من السائحين الذين يرغبون بالتعرّف على ثقافة وعادات سكان شرق البحر المتوسط.
من مستوطنات العصر الحجري إلى مدن عهد الفينيقيين، من المعابد الرومانية إلى الصوامع المنحوتة من الصخر، ومن القلاع الصليبية إلى المساجد المملوكية والحمامات العثمانية، يتم عرض المواقع التاريخية والأثرية في جميع أنحاء البلاد بما يعكس تاريخ العالم القديم والحديث. يتمتع لبنان بتاريخ طويل من السياحة الثقافية. تم إثارة الاهتمام بثقافة بلاد الشام اللبنانية بعد زيارات العديد من المستشرقين والعلماء والشعراء الأوروبيين وخاصة ألفونس دو لامارتين وإرنست رينان وفيكتور جويرين.
إن طبيعة لبنان وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه جعلته مقصدًا بارزًا للسائحين الأجانب، فالبلاد تضم عددًا من المعالم والنشاطات التي تهم فئات مختلفة من الناس، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، الحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، الكهوف الكلسيّة، الكنائس والمساجد التاريخية، الشطآن الرملية والصخرية، الملاهي والمرابع الليلية، منتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميًّا.
تُعد السياحة في لبنان إحدى أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة، حيث كانت ولا تزال تُشكل دعامة للاقتصاد الوطني اللبناني، وتؤمن فرص عمل لمجموعة كبيرة من الشباب والعائلات.. كان يُنظر إلى لبنان قبل الحرب الأهلية، على أنه “سويسرا الشرق”، حيث كان يستقطب رؤوس الأموال والأعمال الأجنبية وآلاف السائحين سنوياً ممن يرغبون بالتعرّف على آثار الحضارات القديمة و الغوص في كنه الأبجدية من ضفاف جبيل و الصلاة صمتاً أمام هياكل بعلبك.
ومن مستوطنات العصر الحجري إلى مدن عهد الفينيقيين..ومن المعابد الرومانية إلى الصوامع المنحوتة من الصخر، ومن القلاع الصليبية إلى المساجد المملوكيةوالحمامات العثمانية، تكاد لا تخلو منطقة من مجموعة آثار تحطّ الرحال عندها فتكون مصدر تلاقي للفكر والوعي والحضارة الإنسانية، بما يعكس تاريخ العالم القديم والحديث.
و بانتظار أن تنفض الدولة ومديرية الآثار العامة غبار الإهمال والنيسان عن المواقع الأثرية و تنهض بها في خطة شاملة تفتح آفاقاً جديدة للثقافة في لبنان، و لإيرادات الخزينة على حدّ سواء، بعدما فصدأت أبوابهما على أعتاب عهود طويلة من الفساد والإستهتار علّ بريق المجد يعود إليها يوماً ما.
من هنا، كان لنا جولة صغيرة في منطقة خلدة، على مرمى من مطمر النفايات الذي يجذب الذباب والموت . وهناك ، وجدنا ما لم يكن بالحسبان…
جرارٌ حجرية قد تعود للعهد الروماني..
آثارٌ معمارية قد تخفي تاريخ أجدادٍ منطوي تحت يد البشر المدمرّة…
والمعروف أن خلدة (Khaldé) هي ذاتها “خيلدوا” (Kheldua) المذكورة في قائمة المدن التي احتلها الملك الآشوري آسرحدّون خلال حملته على فينيقيا حوالي عام 677/ 676 قبل الميلاد. ويقع الموقع الأثري لمدينة “خلدوا” اليوم في “خان خلدة” .
وتوجد في المنطقة القديمة “خيلدوا” آثار مدينة رومانية – بيزنطية فوق التل الأثري الفينيقي وقد تم التنقيب فيها خلال السنوات الممتدة بين عام 1967 إلى عام 1975 والتي تقع بالقرب من “الأوتوستراد” بين بيروت وصيدا. وتشتمل هذه الآثار على منازل خاصة وكنائس مع أرضيات من فسيفساء التي تعود إلى الحقبة الممتدة من منتصف القرن الخامس الميلادي إلى القرن الثامن الميلادي. وتقع بالقرب من هذا الموقع الأثري كنيسة بيزنطية أخرى تم التنقيب فيها عام 1959، والكشف حينها عن آثار كنيسة كبيرة مبنية فوق بقايا الكنيسة الصغيرة السابقة. وقد تبين بأن الكنيسة السفلية السابقة تعود إلى القرن الرابع الميلادي. أما الكنيسة العلوية فمن الأرجح أن يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي.
إن الأجران الحجرية الضخمة لهي خير دليل على وجود تاريخ عريق لهذه البقعة من بقاع الأرض، وبالرغم من أن النفايات قد غطت جزءاً كبيراً من هذه الزاوية ، إلا أنه الأجدر ، في زمن، تنفض الحكومة عنها أثواب سنوات طويلة من الفساد، أن تنظر إلى هذه المنطقة من باب الإنسانية والتاريخ، أو على الأقل أن تنقل هذه الأجران إلى منطقة أخرى لتبقَ شاهداً على لبنان مهد الحضارات
المصدر : زينب شومان – المشرق