هل ستعود “خدمة العلم” ؟
في عام 2006 صدر أخر إعلان من قيادة الجيش اللبناني بدعوة الشباب اللبنانيين ممن اتموا عامهم الثامن عشر الإلتحاق بخدمة العلم كما جاء في نص الدعوة حينها وفي عام 2007 توقفت هذه الخدمة الإلزامية الوطنية بشكل تام بناء على قرار الحكومة حينها الصادر في عام 2005.
الذين إلتحقوا بخدمة العلم في السنوات التي سبقت العام 2006 يحفظون جيداً تفاصيل هذه الدعوة التي تدعوهم لخدمة العلم والوطن في إطار من الإندماج والتعارف والإنفتاح بين الشباب اللبناني الذي تتنوع طوائفه وافكاره ومعتقداته وإبعاده عن منزلق الطوائفية والمذهبية المقيتة التي ادت إلى رفض الآخر بسبب الولاءات السياسية المتعددة.
كلام وزيرة الدفاع زينة عكر قبل يومين أعاد إحياء مشروع قديم هو “خدمة العلم” حين اشارت إلى إحتمال بدء مشروع جديد لخدمة العلم حيث بدأ الجيش اللبناني العمل عليه. واوضحت في حديث تلفزيوني إلى ان خدمة العلم هذه المرة ستكون مختلفة ومقسمة على 3 اشهر او 6 او 9 او سنة ، وستتضمن خدمات اجتماعية ووظائف ادارية وتعليم وتحريج وغيرها.
وكانت حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري قد الغت في الرابع من شباط 2005 خدمة العلم بصورةٍ نهائية بعد مرور سنتين على نشر هذا القانون في الجريدة الرسمية، وبالتالي فقد توقف تطويع شبان لخدمة العلم في العام 2007. ولكن السؤال المطروح: هل خدم التجنيد الالزامي أهدافه؟ وبماذا استفاد المجندون الذين أضاعوا عامًا من عمرهم في خدمة الوطن؟
يفيد مرجع مختص في قيادة الجيش بأنّ تجربة خدمة العلم حققت أهم أهدافها وهو الانصهار الوطني بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني، من خلال تعزيز الروح الوطنية وإلغاء الفوارق الطبقية بين المجندين، بالإضافة إلى تغليـب فكرة الانتمـاء الوطنـي والقـومي على الانتمـاءات الطائفيـة والمذهبيـة والحزبيـة الضيقـة.
وكان معسكر الوروار قد إستقبل الدفعة الأولى من المدعوين إلى خدمة العلم على ثلاث مراحل (في 2 و4 و6 آب 1993) بمعدل 500 مجند في كل مرحلة. حيث تابع المجندون دورة التنشئة الأساسية – القسم المشترك قبل أن يتمّ توزيعهم على القطع والوحدات.
وبعدها توالت الدفعات التي بلغ مجموعها حوالى 88 دفعة راوح عديد كل منها ما بين 7000 و 10.000 وقد بلغ عدد الشبان الذين أدوا خدمة العلم لحين إلغائها في العام 2007 حوالى 250.000 مجند، بينهم حوالى 5000 ملازم مجند، وما يقارب الـ12000 رتيب، علمًا أنّ حوالى 12000 مجند تطوّعوا في الجيش بعد انتهاء الخدمة الإلزامية.
قُسّمت مهمة خدمة العلم الى شقَّين، الأول إعداد المجندين كمقاتلين في الجيش، والثاني تزويدهم التنشئة الوطنية. خلال المرحلة الأولى عمل المدربون على غرس روح النظام والانضباط في نفوس المجندين، بالإضافة إلى تنمية لياقتهم البدنية وتدريبهم لاكتساب المهارات العسكرية واستخدام الأسلحة في المعارك.
المصدر: الهديل