هل بات الشرق الأوسط على موعد مع حدث اغتيال كبير… قريباً؟!

 

 

هل يشكّل التحشيد العسكري البحري على الشواطىء الشرقية للبحر المتوسط، ومنها الشواطىء اللّبنانية، إشارة الى اقتراب اندلاع حرب كبيرة؟ وهل يُمكن وضعه ضمن أُطُر عمل القوى الدولية الكبرى على نقل قواها العسكرية الى منطقتنا، تمهيداً لحدث كبير؟

فبمعزل عن الإنتقادات الإيرانية والتركية، معروفة الخلفيات والأهداف، نجد روسيا أيضاً تتوجّس من الوجود البحري الغربي على شواطىء المتوسط، ولا سيّما بعد انفجار مرفأ بيروت. وفي هذا الإطار، نذكر أن المسؤول السابق عن مديرية المخابرات الروسية، الجنرال ستانيسلاف لونيف، قال قبل أيام، إن قوّة عسكرية أميركية كبيرة، متخصّصة في شؤون الإعتقالات، استُخدِمَت في اعتقال أسامة بن لادن، تنشط حالياً في لبنان والمنطقة.

فماذا يعني ذلك؟ وهل يقع ضمن خانة سياسية، أكثر ممّا هي تقنية؟

هيليكوبتر

أوضح العميد المتقاعد، وقائد عملية “فجر الجرود”، فادي داوود، أن الـ Force projection، أي فرض القوّة والهيمنة العسكرية من خلال نشر القوات والآليات العسكرية خارج الحدود، عبر البحر، تبقى بالمعنى العسكري التقني الشامل، أكبر من انتشار القوى البحرية الذي يحصل على شواطىء لبنان حالياً”.

وشرح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “القِطَع البحرية المنتشرة في الوقت الراهن ليست قادرة على أن تقوم بعمل عسكري، بالمعنى المتكامل. ولكن الفرنسيين أتوا بحاملة هيليكوبتر، لا حاملة طائرات، فيما طائرات الهيليكوبتر مثالية أكثر من الطائرات الحربية، للنّشاط العسكري في المناطق الجغرافية المُشابهة للطبيعة اللّبنانية، وذلك إذا كانت توجد حاجة له”.

وأضاف:”لبنان بلد صغير، وجغرافيّته متعرّجة. وجباله مع الوديان العميقة، تُناسب عمل الهيليكوبتر وتجعلها محميّة بالجبال، وتنقل القوى من بقعة الى أخرى بسرعة، وهو ما يمكّن من استعمالها (الهيليكوبتر) بإنتاجيّتها القصوى في جغرافيا مماثلة. وحتى إنها تُناسب الجيش اللّبناني أكثر من الطائرات الحربية”.

القوّة الأميركية

ولفت داوود الى أن “القوّة الأميركية البحرية كبيرة جدّاً في بحار العالم عموماً. ومجموعتان من المراكب البحرية الأميركية تقومان بدوريات، 24/24 ساعة، في بحار العالم. المجموعة الأولى مؤلّفة من قوّة نارية ضاربة، أي حاملة طائرات بالإضافة الى مركبَيْن يواكبانها، بقدرات نارية. أما المجموعة الثانية، فتتألّف من قوّة “مارينز”، أي مشاة بحرية على مراكب إنزال جاهزة للنّزول الى الأرض. هذه القوى تدور حول شواطىء العالم دائماً، ولا سيّما حيث توجد توتّرات، أو حيث تريد واشنطن تركيز قوّتها. ولذلك، تمّ توجيه سلاح البحرية الأميركي الى قبالة الشواطىء اللّبنانية، بعد انفجار مرفأ بيروت“.

وقال:”أما حديث المسؤول الإستخباراتي الروسي عن قوّة أميركية متخصّصة بشؤون الإعتقالات، موجودة في لبنان والمنطقة، فلا يُمكن استبعاده بالمُطلَق، كما لا يُمكن تأكيده. ولكن الوقت الحالي ليس صالحاً لعملها إذا كانت موجودة بالفعل، حتى ولو على سبيل Plan B، إذا تمّ الفشل في الـ Plan A”.

وتابع:”تؤشّر الإتّجاهات الحالية الى تسوية مع كل الجهات الفاعلة على الأرض اللّبنانية. وحتى إن الأميركيّين لن ينزلوا الى أرض المنطقة لتنفيذ اغتيالات. والدّليل هو أنهم اغتالوا قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية، وليس بقوّة على الأرض. ولذلك، نجد أن مقاربة المسؤول الإستخباراتي الروسي نظرية، إذ لا ظروف تؤكدها واقعياً، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار الأجواء السياسية الإيجابية حول ملف الترسيم الحدودي البحري في لبنان”.

وأوضح:”حديث بعض القيادات اللّبنانية عن إيجابيات تتعلّق بهذا الملف، يعني أن نقطة الأساس التي منها يتمّ احتساب مسافة الـ 12 مايل بحري، للمياه الإقليمية، ثم مياه المنطقة الإقتصادية الخالصة، تمّ تحديدها، وهو ما يؤكّد أيضاً أن الحدود البرية ستُرسَّم بعد ذلك. ومن هنا، لا مبرّر للحديث عن تصعيد قريب، أو حتى عن اغتيالات أو اعتقالات في المنطقة”.

الغاز

ولفت داوود الى أن “المشكلة الحالية والحلّ، يكمُنان معاً بوجود الغاز في منطقة شرق المتوسط، ومنها لبنان. فالدول الكبرى لن تسمح باستخراجه بلا حفظ حصّتها منه، وهذا يتطلّب توفير أمن جيّد، وقضاء شفّاف في لبنان”.

وختم:”أي شركة نفطية أميركية أو فرنسية، تحتاج الى تأمين حرية التحرّك لموظّفيها في لبنان، أي الى إطار أمني سليم، بموازاة تمكينها من الحصول على حقّها إذا رفعت دعوى قضائية على أي طرف لم يلتزم بالعقود الموقّعَة معها. ولهذا السبب تدور الحرب على الفساد في لبنان حالياً”.

أنطون الفتى – “أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى