من يلوّح بالفوضى في لبنان؟
صدى وادي التيم – لبنانيات
توالت الاحداث الحساسة في الايام القليلة الماضية، خصوصا تلك المرتبطة بالصراع السني – الشيعي، والتي قد تؤدي الى اشتباكات بين القوى الشعبية من كلا الفريقين. وفي هذا الاطار لم يكن واضحا الطرف الذي يسعى الى اشعال فتيل الفتنة وفتح بوابة الفوضى على مصراعيها في لبنان.
ومع ظهور عدة مؤشرات خطيرة، يمكن استخلاصها من مسار التوترات التي تحصل اسبوعيا وتكاد تكون يوميا في البلاد، منذ التظاهرة التي احتشدت في ساحة الشهداء مطالبة بإسقاط سلاح “ا ل ح ز ب ” والتي قوبلت بتظاهرة مواجهة وقامت بإطلاق عبارات مذهبية نابية، مرورا بإغلاق اتوستراد الجنوب، وما لهذا الطريق من حساسية مذهبية، اذ ان الفئة التي عمدت الى اغلاقه اتضح ان معظمها ينتمي الى قرى ذات طابع سني، في حين ان اغلب من يسلكونه هم من الطائفة الشيعية، وصولا الى ما قيل قبل ايام عن محاولة اغتيال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في منطقة البقاع، مع ما تمثله هذه المنطقة من حيثية سياسية معروفة، تصبح الاسئلة مشروعة عن الجهة التي تقف خلف هذا التفلّت الأمني الحاصل.
ترى مصادر مطّلعة ان الطرفين المتناحرين سياسيا مستفيدان من الخضّات المتأججة في المناطق اللبنانية، اذ انهما يرغبان ربما في تسييل التوتر المعيشي باتجاه الملعب السياسي بهدف منع الاستنزاف الشعبي للكتل التي يمثلانها، ليصبح الاشتباك السياسي في ما بعد تمهيدا طبيعيا للمفاوضات وتحسين الشروط قبل التسوية الاميركية – الايرانية وفرض النفوذ ومن ثم الاستثمار في الشارع اللبناني.
وتعتبر المصادر ان القوى المعارضة لـ “ل ح ز ب ” تعتقد ان الذهاب نحو فتنة اهلية قد يكون خياراً جيدا من شأنه أن يؤدي الى استنزاف الحزب بشكل كبير ويُفقده هامش الحركة السياسية ويدفعه الى التفاوض للوصول الى تسوية ملائمة. في المقابل، وبحسب المصادر، فإن الفريق المؤيد للحزب يرى ان توتير الشارع قد ينقل الصراع من جبهة المنتفضين بوجه الفاسدين الى صراع سياسي يشدّ به عصب قاعدته الشعبية ويساهم في تمكينه من استعراض اوراق قوّته وفرضها للاستفادة منها في المفاوضات المقبلة.
المصدر: لبنان 24