أعيدوا لنا أموالنا… وإلا سنقتلكم، سنقتلكم… سنقتلكم بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
لبنان ليس بخير…الشعب يجوع… الفقر يدق باب كل عائلة…الأمن الغذائي… سعر صرف الدولار… الحفاظ على السلم الأهلي… عبارات وغيرها من العبارات نسمعها اليوم تتردد على ألسنة سياسيي لبنان، غير أن العبارات التي تولد عند المواطن الشعور بأن حكامه مساكين لا حول ولا قوة، إنما هي سم الأفعى القاتل يبخّونها يومياً كفرض صلاة…
هؤلاء الذين حكموا لبنان طيلة ثلاثة عقود هم الذين بتهجين الدين العام لكي يتسنى لهم الإستدانة فعانوا من التخمة، نهلوا من الهبات والمؤتمرات وأموال المغتربين في سياسات مالية خاطئة واقتصاد ريعي يعتمد على الربح السريع ولا يحسب حساباً ليوم أسود، مأدبات عشاء بطاولات لا تنتهي على امتداد الوطن لرجال أعمال ركبوا موجة الحظوة…امتصوا كل قرش في لبنان وأنهكوا ماليته العامة وجدران خزينته بردت من فراغها، والمضحك المبكي أنهم أعلنوا الحرب على الفساد، طبعاً ولم لا، لأن شرارة إندلاع الثورة قد أضرمت النار في جيوب الناس الجافة فعرّتهم أمام قواعدهم الشعبية، لكنهم إلى الآن، لم يمسكوا فاسداً على مستوى ملموس،فقط استدعاءات واهية، لم يوقفوا حيتان المال التي ما زالت تتاجر بنا وتتاجر بكل أزمة تطالنا من الدولار إلى الدواء إلى الغذاء، ما زالت المعابر غير الشرعية تنزف طحيناً ومازوتاً، ما زالت الليرة في سقوط حر والدولار رهينة السوق السوداء المولودة اللقيطة لفشلهم، الكهرباء زاد تقنينها بفعل تهريب المازوت والمياه لحقتها، أصبح الكلام عن النموذج الفنزويلي والأرجنتيني والإيراني أمر عادي وكأنما المراد منه تخدير عقولنا على مراحل، أموال المودعين ما زالت محتجزة ومع كل دقيقة تفقد قيمتها شيئاً فشيئاً لأن الدولار الأسود أسرع من دولار عارهم…أعلنوا محاربة الفساد، تكدست الملفات فانكفأوا، رفعوا شعار إعادة الأموال المنهوبة ثم عادوا وصمتوا صمت المريب الذي كاد أن يقول خذوني.
أين هم حيتان المال، أين هي الأموال المنهوبة، ماذا جرى بملف الأملاك البحرية، أين أصبح ملف البواخر والفيول المغشوش، أقوال وانشاءات إملائية لم ولن تقترن يوماً بأفعال لأن… فاقد القرار والحسم لا يعطيه، وفاقد الشرعية لا يمليها ولا يحكم بها.
فليعلم الجميع أنهم يتواضعون ويظهرون ضعفهم أمام جماهيرهم لأن الحقيقة تعري الإنسان، أصبحوا مساكين يرتجفون خوفاً من الجوع ويبكون على المواطن، أتعلمون لماذا، لأنهم يريدون أن يمتطوا موجة الجوع هذه المرة، بعد أن ابتلعوا أموال المانحين،ومن ثم لم يتركوا لهم صديقاً ولا أخاً عربياً إلا وانقلبوا عليه بوعودهم الإصلاحية الكاذبة،لا بل وأكثر، جعلوا من الأخ عدواً، يعادون أخوتهم العرب ويشمتون بهم بعد أن نهلوا من خيراتهم، يعلون السقف، تارة يدخلون البلد في مواجهة مع أميركا وتارة يهددون بإشعال جبهة الجنوب من جديد، وكأن الشعب سيسد جوع أمعائه الخاوية ببارود الرصاص، يدخلون البلد في متاهة تلو الأخرى وعندما ترتد الاصوات الجائعة عليهم في الشارع يرفعون بوجهنا ورقة الفتنة، يريدون الآن امتطاء موجة الجوع، يمثلون الدور جيداً، تماماً كوزيرة الإعلام التي علمت مؤخراً… أن اللبناني جائعٌ…بئس هكذا وزراء.
وإلى الثورة وفعاليات الثورة نقول، لا تهدأوا، لا تستكينوا، ولا تتراجعوا بل اطلقوا الشرارة من جديد واذهبوا إلى منازلهم وارموا بهم في مستوعبات النفايات، كرامة الشعب اللبناني أعلى بكثير من كرامتهم، إن هانت كرامتنا عليهم فلتهان كرامتهم في مستوعب زبالة التاريخ، فليشعروا بالتهديد المباشر في عقر دارهم وفي غرفة معيشتهم فليشعروا بأنهم إن لم يعيدوا لنا أموالنا، سنقتلهم، سنقتلهم،سنقتلهم.
ميشال جبور