هل تسقط السماء فوق رؤوسنا؟

لا يعرف الكثيرون أن كوكبنا يستقبل يوميا أجساما تسقط من الفضاء الخارجي، الغالبية العظمى من هذه الأجسام صغيرة الحجم ولا تشكل أي ضرر لكن في بعض الأحيان تسقط أقمار صناعية او صواريخ بأكملها. فهل يجب ان نقلق من ذلك؟

منذ 25 عاما راهن المجتمع الدولي على معايير أكثر صرامة وعلى الحظ أيضا

في أوائل الشهر الماضي تفاجأ سكان ساحل العاج بحطام صاروخ Longue-Marche 5 الصيني في عدة أماكن من البلاد. وقد سقطت من الفضاء قطع ضخمة من المعادن والخردة يصعب التعرف عليها ورغم انها أثارت إعجاب السكان فإنها لم تفاجئ المتخصصين حيث سقط على الارض منذ العام الماضي 127 قطعة فضائية، بما في ذلك 72 قمرًا صناعيًا كاملاً و55 قاذفة صواريخ.

وخلال هذا العام تم تسجيل سقوط المئات من هذه القاذفات، بما في ذلك 15 قمرًا صناعيًا و 17 قاذفة صواريخ.

وكما في منطقتي  N’Guessankro و Béoumi ، يجد المواطنون باستمرار هذا النوع من الحطام في المناطق الريفية  أو في حدائقهم أو على أسطح منازلهم. ويتم تداول منذ سنوات العديد من الصور لفضوليين في جميع أنحاء العالم مع بقايا لمركبات فضائية لم تتسبب في أية حالة وفاة .

يوضح الخبير في المركز الوطني لدراسات الفضاء (CNES) كريستوف بونال، أن “سطح الكرة الأرضية يتشكل من 71٪ من البحار والمحيطات ، و 10٪ من الصحاري والأراضي المعشوشبة  فيما تمثل المنطقة المأهولة  فعليا 3٪ فقط”. وهذا ما يفسر سبب عدم وجود أي ضحايا على الإطلاق رغم عودة 25 ألف مقذوفة فضائية إلى الأرض حتى الآن. نحن نعرف شخصًا يدعى لوتي ويليامز، أصيبت من بعض الحطام على كتفه … مما جعلها تضحك أكثر من ان تحس بالخوف أو أي شيء آخر. ”

قصة الامريكية لوتي ويليامز حدثت عام 1997 في “تولسا بأوكلاهوما” عندما شاهدت ما يشبه شهابا أصابها في الكتف قبل ان يرتطم على الأرض.

و يقدر الباحثون أن ما يقرب من طن  من المواد التي يصنعها الانسان ويرسلها إلى السماء  تعود للسقوط على الأرض من جديد كل يوم (مقابل 100 طن من النيازك). من ضمن كل هذه الكمية لا يتحمل سوى 10 إلى 30 ٪ حرارة الانحدار نحو الأرض وتعد الغالبية العظمى منها مكونات صغيرة تسقط في الماء وغالبا لا يلاحظها أحد.

تبقى الاجسام الكبيرة البالغ زنتها مئات الكيلوغرامات والتي يمكن أن تتسبب في إصابات. مرة أخرى فان هذه الاجسام سيذوب جزء كبير منها قبل الوصول الى الارض لكن ما يشغل الدول  الآن هي صعوبة التنبؤ بمكان سقوطها  وبتاريخ سقوطها. ولهذا يفضل مصممو المركبات الفضائية استخدام مكونات تضمن الانصهار الكامل تقريبًا لدى عودتها إلى الأرض.

ويثير سقوط قطع من صواريخ Longue-Marche 5 الشهيرة في ساحل العاج تساؤلات كثيرة حيث يعمل الصينيون مثل الآخرين لتجنب هذا النوع من الحوادث. فهل فقد الصينيون السيطرة على هذا الجهاز؟ هذا السؤال يطرحه جميع المتخصصين في حين تتكتم باقي الدول بشكل خاص على برامجها الفضائية ولا أحد في بكين يرغب في الاعتراف بالصعوبات المحتملة التي تواجه المركبات التي ستحمل المعدات او الأشخاص إلى المركبة الفضائية الصينية مستقبلا.

المصدر : مونت كارلو الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى