المخبز الخيري في راشيا: تجربة إنسانية يحتذى بها
يعيش لبنان ظروفا استثنائية في تاريخه المعاصر على شتى الصعد الإجتماعية والإقتصادية جراء تداعيات وباء كورونا الذي هز العالم وكبرى الإقتصاديات فيه ,بالإضافة للوضع الإقتصادي العام الذي باتت عواقبه تنذر بانفجار كبير لا تحتمل عقباه
منطقة راشيا كانت سباقة في الكثير من الإستعدادات لمواجهة هذه الأزمة الإقتصادية والإجتماعية الخانقة عبر عدة مبادرات ,لعل من أبرزها مبادرة المخبز الخيري في راشيا التي ابتدأت مع الشاب أسامة خداج ابن مدينة راشيا عاصمة القضاء
يروي خداج لموقعنا عن المبادرة مؤكدا أنها أتت بعد مبادرة أولى تمثلت في توزيع اعاشات ومؤن غذائية لبعض البيوت المحتاجة وذلك بمبادرة من الأخير وعائلته والأصدقاء ,لتلحقها هذه المبادرة المتمثلة بانشاء مخبز خيري هدفه توزيع الخبر للناس في المنطقة وذلك بهدف المساهمة في الخفض من الأعباء والآلام على الأسر المحتاجة والفقيرة ,وذلك من خلال عمل يومي تطوعي يقوم شباب وشابات من المنطقة وذلك انطلاقا من ايمانهم باهمية تضافر الجهود في هذه المرحلة الدقيقة ,ويؤكد خداج أن هذه الجهود على أهميتها ينقصها دعم الجهات المعنية والميسورين لتأمين بعض الأساسيات من أجرة عامل وأكياس التعليب وتأمين النقل للموزعين ,بالإضافة إلى تأمين الطحين والمستلزمات الأساسية ,ويدعو المهتمين للمساهمة في هذا العمل الخيري الإنساني الذي اتخذه ومجموعة من المتطوعين كسبيل ومشروع في هذه المرحلة الحساسة ,اذ يصل عدد ربطات الخبز المقدمة لحوالي 250 ربطة يوميا ويجدر بالذكر أن ما يقارب ال4400 ربطة وزعوا في شهر نيسان المنصرم
ينهي خداج كلامه شاكرا كل الفئات والأشخاص الذين تبرعوا سواء كانوا أفرادا أو جهات أهلية أو سياسية ,فهذا المخبز لكل الناس من كل الشرائح والطوائف والمذاهب دون استثناء ,والرسالة الإنسانية والمسؤولية الوطنية تدفعنا لفعل الكثير لأبناء منطقتنا وشعبنا
تجربة خداج والمتطوعون الخمسون من شباب وصبايا “راشيا” تعيد الأمل لأبناء هذه المنطقة خصوصا والوطن عموما,أن ثمة شباب مبادر متحمل لمسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والوطنية ,وأن تضافر الجهود من شأنه أن يغير المشهد السوداوي الذي يلف الوطن وأن يزرع بصيص نور في الظلمة الحالكة التي اعترت الوطن في الآونة الأخيرة
زياد العسل – الكلمة أون لاين